تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثقافة الفرحة الغائبة

ثقافة الفرحة الغائبة

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثقافة الفرحة الغائبة

ماهى الفرحة؟ وهل الفرحة تحتاج إلى عوامل تظهرها أم أن الفرحة كامنة فى داخل كل إنسان،

ولا تحتاج إلى أن يستدعيها فتأتى مسرعة؟ هل الفرحة غاية نسعى إلى تحقيقها أم هى وسيلة تصل بنا إلى حال السعادة؟

وأخيرا هل باتت الفرحة ممكنة فى ظل المتغيرات المتلاحقة التى تحيط بنا،

والسؤال الأهم هو كيف نفرح وندخل السرور إلى نفوسنا؟

فى البداية يجب أن نقر أن الفرحة لا تأتى، ولكن نحن من نجلبها إلى أنفسنا، وأننا نستطيع أن نفرح فى وسط زحام الحياه

بدون تعارض ما بين وجود مشاكل الحياة والإحساس بمشاعر الفرحة، ولكن نحن من نقرر أن نعيش فى حيز المشاكل،

أم نركز على أسباب فرحنا وسعادتنا المتاحة لدينا، أو بمعنى أبسط نعيش فى نصف الكوب الممتلىء،

ونسعى إلى استكمال النصف الفارغ. فكل إنسان مهما تكاثرت مشاكل الحياة عليه لديه من النعم

التى لا تحصى، فيستطيع من خلالها أن يفرح ويمتن، فعلينا أن نحيا فى نعم الله،

ونمتن لها بالحمد والشكر كى تزيد، ولا نحيا فى حيز الفقدان حتى لا نفقد ما تبقى لنا مما نملك.

ويجب أن ندرك أن المشاكل لا تنتهى بالحزن والكآبة، ولكن تنتهى بالتفكير فى حلها والسعى فى

تنفيذ هذه الحلول، فوجود المشاكل وعراقيل الحياة لا تتعارض مع مفهوم الفرحة، والذى يتلخص فى

جملة واحدة "إدخال السرور إلى النفس"، فوجب على كل شخص أن يحدد الأشياء التى تسره وتسر من حوله

ولا تضره ولا تضر من حوله، ويحاول دائما أن يداوم على فعلها. وتختلف المسرات من شخص لآخر،

ولا يشترط أن تكون هذه الأشياء مكلفة أو مجهدة، ولكن يمكن أن تكون أبسط وأسهل مما نتخيل،

فيمكن أن تكون سبب الفرحة كلمة طيبة أو ابتسامة حانية أو حتى نكتة خفيفة الظل.

فدعونا لا نختزل السعادة فى أشياء اعتيادية، ولنترك العنان لقلوبنا حتى نسعد بأقل جهد وأقل كلفة.

فلنجعل البذرة التى نزرعها هى الفرحة بشتى أشكالها، وليكن الحصاد هو السعادة،

فلنصطحب الفرحة معنا فى كل زمان ومكان، ولنجعلها الصاحب الوفى لنا ليعيننا على تخطى

ما نواجه من صعاب فى حياتنا، فما أسهله من قرار، أن نقرر أن نفرح، وما أحسنه من نتاج إذا

التزمنا بهذا القرار، فالنتيجة هى غايتنا جميعا التى نسعى للوصول إليها، وهى السعادة. فالفرحة شعور

وإحساس داخلى، وليس سببا خارجيا أو أشياء مادية، ولكن لا ننكر أن من المساعد على ظهور

السعادة الداخلية أشياء خارجية، ولكن الأصل أنه إحساس، والإحساس أساسه فكرة والفكرة أساسها اعتقاد،

والاعتقاد أساسه قيمة عليا، فلنجعل السعادة قيمة عليا لدينا، ولنعمق مفهوم وفكرة السعادة لدينا

لنستطيع أن نستدعى إحساس الفرحة بسهولة، وبالتالى يكون سلوكنا نابعا من هذا الإحساس ويعززه.

فلنقرر أن نحيا فى دائرة مغلقة من السعادة والفرحة كى نستطيع أن نواجه مصاعب الحياة،

حتى لا ننتظر أسباب وأشياء لتأتى، وتجلب الفرحة معها، بل نجعل الفرحة هى التى تأتى لنا

بما يسعدنا بقرار منا، وبأفعال ننقل بها الفرحة إلى قلوب من حولنا بزيارة باسمة للأقارب والأحباب

بهدية بسيطة تضفى بسمة على وجه أطفالنا، وبحب ننشره بين من حولنا بصلة أرحامنا،

وسنجد هذه الفرحة ترد إلينا مرة أخرى. فلننتهز كل الفرص التى تحيط بنا لنسترجع مفهوم الفرحة الغائب عنا.

تحياتي


9 أفكار بشأن “ثقافة الفرحة الغائبة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.