تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أيا نفس إصبري فالموعد الجنة

أيا نفس إصبري فالموعد الجنة

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم

أيا نفس…إصبري فالموعد الجنة

إنها مشاعر لاتوصف..تلك التي تسكن القلب عندما يدخله نور الإيمان ويسقيه بماء الحياة الإيمانية..حياة لايشعر بها إلا

المؤمن الصادق في إقباله على ربه..يشعر بها كلما فعل طاعة تقربه إليه..يشعر بها كلما ترك معصية لا لشيء إلا لوجهه

سبحانه..وبذلك تكون حياته كلها لله..وأنفاسه كلها ملكاً له..يبذل الغالي والنفيس في سبيل إرضائه..وقد تعرض له بعض

العوارض والفتن فيصبر ويحتسب ويلتجأ إلى من بيده رفعها عنه لأنه قد تيقن بأن من ترك الراحة وجد الراحة..وأن الإنسان

ممتحن ومبتلى والصبر هو طوق النجاة..فيتصبر في أدق لحظات حياته المريرة مع أن قلبه قادر على الجزع

والتسخط..وكلما زيّنت له نفسه ذلك تراءت أمامه جنات عدن والفردوس الأعلى..فيحدث نفسه قائلاً:

أيا نفس..اصبري فالموعد الجنة..لأنه جرّب حلاوة الإيمان ومرارة الضلال فاختار الأجود والأسمى..فلولا أن عرف طعم

المرارة لما تلذذ بطعم الحلاوة..ولولا معرفته قسوة الحزن لما تلذذ بطعم السعادة..ولولا تجربته وحشة المعصية لما تلذذ

بحلاوة الطاعة..فكانت المشيئة السماوية معالجة لطبيعة النفس البشرية والخالق وحده بمن خلق أعلم!!!

وفي بعض الأحيان تزل تلك النفس المؤمنة فتضعف..ولايكون ذلك إلا بعد أن تبتعد ولو قليلاً عن منهل تلك القوة..ولكن

ماتلبث إلا أن تعود..مستغفرة تائبة ترجو رحمة ربها الغفور الرحيم..فتعود أقوى مما كانت لأنها إستشعرت معنى أن تفقد تلك

اللذة الإيمانية ولو للحظات!!!
والمؤمن بهذه الحياة الإيمانية غريب في نفسه..غريب بين أهله وإخوانه..وكلما زاد ذلك الإيمان زادت درجة الغربة..حتى يجد المؤمن نفسه في عالم آخر..فهو مع الناس بجسده وفي ذلك العالم بقلبه..قلب متعلق بربه..يراقبه بنور إيمانه..ويلجأ إليه مع كل نفس من أنفاسه..يفر إليه كلما ضعف إيمانه..وهو بذلك في حصن ربه..يحميه ويقيه بطاعته من كل مايعرض له من فتن في دينه وإيمانه وعنده يقين أنه لاحول ولاقوة له إلا بربه..فهو الضعيف بنفسه القوي بربه..وهو الذليل بذاته العزيز بدينه..فالإنتصار على النفس هو الإنتصار الحقيقي لتلك القلوب التي أشربت معين الحياة الطيبة بالقرب من الله..إنها مشاعر إيمانية من نوع فريد..لايطيق القلم تسطيرها..ولاتستطيع الألسنة وصفها..مزيج غريب يناسب تلك الغربة ويحاكيها..غربة تستحق المعايشة والتجربة..
ونهاية المطاف الكل يعرفه..نعيم دائم بعد عناء السفر الطويل..وراحة أبدية مع أول قدم توضع في جنات عدن..في هذه اللحظة توضع نقطة النهاية..نهاية الصبر والتحمل..نهاية الصراع والجهاد..نهاية لها مصيران لاثالث لهما..إما سعادة أبدية..وإما شقاء دائم..فلنكن من أبطال السعادة الأبدية..سعادة لاشقاء بعدها أبداً.

1 أفكار بشأن “أيا نفس إصبري فالموعد الجنة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.