تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أين لذة الأمس ؟! وأين شهوة النفس ؟!

أين لذة الأمس ؟! وأين شهوة النفس ؟!

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين

أين لذةالأمس ؟وأين شهوة النفس ؟!

قال تعالى " وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّن خَيْــرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهإنَّ الله بِمَاتَعْمَلُونَ بَصِير" البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعينوالتابعين وبعد ..

أخواتي الغاليات ..

إلى كُل من يشكو الكسل وطول الأمل

إلى كُل مضيِّع لوقته مُفرِّط في عمره

إلى كُل ظالم لنفسِه

إلينــــا جميعـــــًا

وقد اقترب الموعِد والموقِف فإمَّا إلىجنَّةأو إلىنـار
فأىُّ الدارين نحب أن نسكُن ؟ ولأيُّهمانبني؟!

هُنا ستُعلِن قلوبنا قبل ألسنتنا

فحىِّ على جنَّات عدنٍ فإنَّهامنازلنا الأولى وفيها المُخيَّمُ
ولكننا سبي العدو فهل ترىنعـود إلى أوطانناونسلَّمُ
فماذا عن أفعالنا أخواتي؟!!

فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلِّمُ؟!!!
الله المستعـان

وقفـــة تفكُّــــــر

أين فرعون وهامان ؟وأين النمرود ؟ وأين الظالمون؟
وأين التابعون لهم في الغي؟

كما قال الشاعر:
أين من دوخـوا الدنيا بسطوتهم؟وذكرهم في الورى ظلموطغيـان
هل أبقى الموت ذا عزٍّ لـعزتِـه ؟!أو هل نجا منه بالسلطان إنسان؟!

لا والذي خلق الأكوان من عدمٍ الكلُّ يفنىفلا إنس ولا جـان
فالدنيا مهما طالتأختي الحبيبةـ فهي قصيرة،
ومهما عظمت فهي حقيرة؛
لأنَّ الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر،
ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.

قال تعالى" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" فصلت 46 "

أنفاسنا تدخل وتخرج وربَّنَفَسٍ دخل ولم يخرج فإلى متي الغفلة؟!!

وفي هذا المعنى حبيباتي فيالله
نصح الإمام ابن الجوزي ابنه فقال له كلمات توزن بما هُوَ أغلى منالذَّهب
ـ توزن بماء الأعيُن ـ

فماذا قال؟؟!!
قال لَهُ الإمام مختصرا :
اعلَم يا بُنيأنَّ الملَكيْن يحصِيَان ألفَاظَك ونَظَراتَك ، وأنَّ أنفَاس الحي خُطَاهُ إلىأجلِهِ
ومقدار اللبثِ في القُبُورِطَوِيلْ ،والعذابعلى موافقةِ الهَوى وبيلْ،
فأين لَذة الأمسِ ؟رحلَّت وأبقَت ندمًا،
وأينَ شَهوة النَّفسِ ؟كمنكسترأسًاوأزلَّت قدمًا ! ،
وما سَعِد من سَعِد إلَّا بخِلاَف هَواه ،ولا شَقي من شَقي إلَّا بإيثارِ دُنيَاه ،
فاعْتبِربمن مضَى من الملُوكِ والزُّهادِ
أين لَذة هؤلاء وأين تعَبأُولئك ؟
بقىَ الثوابُالجزيل والذكرُ الجميل للصَّالحين ، والعقابُالوبيلْللعاصِين ،
وكأنَّ ما جاع مَن جاع ، ولاشَبِع مَن شَبِع
فانتبهيا بُنىلنفسك ، وانْدم علَىما مضَى من تفرِيطك ،
واجتهدْلتلحقبركبِ الكاملِينمادام في الوقتسَعة ،
واسقِغُصنكمادامتْ فيهرُطوبة ،
واذكُرساعتَك التي ضَاعت فكفَى بها عِظة
واعلَم يابُنىأنَّ الأيـَّام تبسط ساعاتْ ، والساعات تبسط أنفاسًا، وكلْ نَفَس خَزانة
،فاحذَرْأنيذْهبنفسٌبغيرِ شيءفتَرى في القيامَةِخَزانة فارغَة فتنْدَمْ ..[1]
هذا هُو الإمام الجوزيالَّذي قال عنه صاحبكتاب الكنى والألقاب : إنَّ براية أقلام الجوزى التي كتب بها الحديث جُمِعَت
فحصل منها شيءٍ كثير ،وأوصى أن يُسخَّن بهاالماء الَّذي يُغسَّل به بعد موتِه ففُعِل ذلِك فكفت وفضلَ منها.[2 ]
ويقول سبط ابن الجوزي: سمعت جدي يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعيهاتين ألفى مجلد.[3]
يا الله !
كيف كان يقضي هؤلاء أوقاتهم وكيف كانتغاياتهم ؟!
وكم هىَ تلكَ الأوقات التي تضيع من بينأيدينا من دون أن نكترث لها !!
عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبىصلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنَّه قال :
" نعمتان مغبون فيهما كثير منالنَّاس الصحة والفراغ "
رواهُ البخاري ـ صحيح ـ مشكاةالمصابيح
أُختي المسلِمة وحبيبتي في الله
إنَّها دعوة لنتعرَّف على أهمية الوقتفي حياة المُسلم
وبخاصة في أوقات الشباب لنغتنمها في معرفةما علينا من واجبات وسعى جاد
نحو تحقيقها حتى يسهل علينا إذاما كبرنا الإستمرار فيهذاالطريق
طريقنــــا إلـى الله
قال الإمام أحمد ابن حنبل : ما شبهت الشباب إلابشيء كان في كُمي فسقط !!
يقول الشاعر:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه … وأراهُ أسهل ما عليكَيضيع
لننتبه من الآن قبل أن نعض الأنامل ندما وألما على ما فرطناوضيعنا
من أوقات لم نعبد الله فيها حق عبادته
أوقات لم نستغلها في طاعةالله وتحسين صلتنا به سبحانه وتعالى
أوقات افتقرت لصلاة ليل وصيام نهار وذكردائم وعمل صالح نتقرب به إلى الله
أوقات لم نتل بها كتاب الله ولم نتفقه فيهافي أمور ديننا

أوقات لم نحرص على طاعة الله فيها فمابالُكم بأوقات شُغلِت بالمعصية ؟!
ولا حول ولا قوة إلابالله

فلنجعلها لحظة نتفقَّد فيها أحوالنا مع الله
ووقفة نحرص فيها على أوقاتنا القادمة ونصدق العزم علىاستغلالها
فهيا إلى تهذيب نفس وإصلاحها
وهيا إلى دلالة خير ودعوة إلىالله نرجو ثوابها
وهيا إلى قيام وصيام وتلاوة وحفظ قرآن

هيا يا نفس إلى العمل قبل فوات الأوان ..
فالدنيا !دارممر، والآخرة هي دار المقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ،
ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم.

أخواتي في الله

والله المُستعان

مــنــقــول

الوسوم:

9 أفكار بشأن “أين لذة الأمس ؟! وأين شهوة النفس ؟!”

  1. باركــــ الله فيكـــ حبيبتي اموونة

    جزاكــــ الله الجنة
    ما قصرتي الى الامام دووووم
    مووفقة في الدارين



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.