بسم الله الرحمن الرحيم
لا أخفيك ، عزيزي القارئ ، سراً إن قلت لك إنني سألت نفسي لو أنني ، لا قدر الله ، مررت بهذه التجربة والتي تسمي ( ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ) هل ستكون حادثة عادية لكوني رجلاً أم لا ؟
وسألت نفسي كذلك : لو كنت امرأة هل سيكون للطلاق آثار سلبية علي لكوني امرأة ؟ هذه أسئلة تدور في الذهن ، وإجاباتها سهلة نظرياً ولكن لا يعرف تبعات تلك الكلمة إلا من يعايشها ، ولعل طبيعة دراستي وعملي اليومي ، صباحاً ومساء واحتكاكي شبه اليومي بمن هم في طريقهم للطلاق ، أو بمن هم يعايشون ويتألمون من آثار ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ جعلتني ، أشارك في كتابة هذه الأسطر .
لماذا يحدث ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ بين الزوجين في الخليج العربي ؟
لقد قمت بسؤال (300 ) مطلق ومطلقة عن أسباب طلاقهم فكانت أسباب طلاقهم مرتبة كالتالي :
1- لم نستطع التفاهم أو حتي الاتفاق علي كيفية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ . [ 28.4% ]
2- تدخل الأهل في شؤون الزوجين وقراراتهما . [ 22.4 %]
3- عدم تحمل أحد الزوجين لمسؤوليات الأسرة . [ 7.9%]
4- صغر السن وقلة الخبرة . [ 6,6 %]
5- اختلاف المستوي العلمي بين الزوجين . [ 4.6 %]
6- التقاليد والأعراف ( الزواج الذي لا تصحبه مشورة أحد الزوجين ) . [ 5.6% ]
7- خيانة أحد الزوجين . [ 3.1 %]
واقع ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في الخليج :
كثيراً ما تزعجني التصريحات التي تردد أن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ يزداد في الكويت علي سبيل المثال ، والواقع أن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ شبه ثابت نسبياً في الكويت منذ عام 1985 إلي 1996 ، لكن الذي يزداد هو ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في السنوات الخمس الأولي ، لدرجة أن الخمس السنوات الأولي تشهد حالة طلاق كل ( 54 : 3 ) ساعة ، أما في السعودية فذكرت وكالة رويتر أن عام 1996 شهد نسبة 35% من ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وفي البحرين 20% بناء علي إحصاءات المحاكم هناك .
بينما بلغت نسبة ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في الإمارات أعلي نسبة في الخليج إذ بلغت 40% وخاصة طلاق الرجل الإماراتي من الزوجة غير المواطنة .
لماذا تلك المقدمات والإحصاءات ؟
أردت – عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة – من تلك المقدمة الرقمية أن ندرك أن من مر بتجربة ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ لا يعني بالضرورة فشله ، أو توقفه عن الإنجاز كما كان يسود الاعتقاد ، إذ أن هناك عوامل عديدة تلعب دوراً مهماً في درجة تأقلم الرجل أو المرأة ، ولعل منها العمر عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وجود أبناء أو عدم وجودهم ، ظروف ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، مدة الحياة الزوجية ، موقف الأهل والمقربين من عملية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وكذلك المستوي التعليمي والوضع الوظيفي ، كل تلك العوامل تلعب دوراً ، ولكن من الذي يؤثر فيه ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ أكثر ؟
أيهما أكثر تأثراً بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : ط§ظ„ط²ظˆط¬ أم الزوجة ؟ ؟
إن القول الشائع لدي كثير من الناس أن الرجل لا يتأثر بل ولا يهتز لخبر ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، لكن الواقع يقول عكس ذلك إذ إن الدراسات العربية والغربية تخبرنا أن المرأة تتمتع بمناعة أكثر ضد الصدمات العاطفية بعكس الرجل ، لكن الرجل يتغلب علي تلك الصدمة بالزواج مرة أخري ، بعكس المرأة التي تشير الدراسات إلي أن عملية زواجها مرة أخري تأخذ وقتاً أطول مقارنة بالرجل .
إذن فالزوج يتأثر عاطفياً أكثر بل وقد يصاب بأعراض وأمراض نفسية ، في حالات عديدة ، منها :
1- في حالة مبادرة الزوجة بطلب ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ سواء باللجوء لفسخ العقد لخلل من جانب ط§ظ„ط²ظˆط¬ أو حتي في طلب المخالعة من أجل عتق نفسها من الارتباط بذلك ط§ظ„ط²ظˆط¬ .
2- في حالة وجود أبناء نتيجة ذلك الزواج : إذ إنه لا طلاق ذهنياً أو نفسياً بين الزوجين عند وجود الأبناء .
3- في حالة طول مدة الحياة الزوجية التي قضاها الزوجان معاً ، إذ إنهما قضيا زهرة حياتهما معاً .
4- في حالة تأخر الدخول في الزواج مرة أخري بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ نتيجة العزوف والكره . الآخر .
أما الزوجة فيزداد الضغط النفسي عليها بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ نتيجة عدة عوامل مترابطة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر ، منها :
1- طول مدة الزواج : إذ إن طول فترة الزواج الذي يعقبه طلاق يجعل الزوجة في وضع الشعور بالضياع عن تلك الفترة من عمرها .
2- السن عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : كلما كان ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ أقرب لسن الأربعين كان الضغط النفسي أكثر ، كما تقول الدراسات .
3- ظروف ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : إذ إن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ المفاجئ له أثر سلبي علي الزوجة ، وكذلك ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ الذي يتم بمبادرة ط§ظ„ط²ظˆط¬ ومعارضة الزوجة له أثر نفسي عليها وهي التي كانت لآخر لحظة تحاول إصلاح ذلك الخلل الأسري .
4- سن الأبناء عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : إن الأم المطلقة تتحول إلي عائل وحيد لرعاية الأبناء وهذا بلا شك يضيف عليها ضغوطاً كان الأب يحمل جزءاً منها علي الأقل .
5- الحالة المادية والتعليمية للزوجة : لا شك أن للطلاق تبعات مادية كبيرة وضغوطاً حياتية شبه يومية ،فإن كانت الزوجة في بحبوحة وسعة مادية ولديها سلاح الشهادة ، كان ذلك سنداً لها في مقابلة تلك الضغوط ،أما إن كانت في وضع مادي محدود وليس لديها شهادة تعتمد عليها بعد الله ، فإن الضغوط تزداد عليها ، الأمر الذي يؤثر في نظرتها لذاتها ودورها في الحياة نتيجة قلة الموارد المتوافرة لديها .
6- موقف أسرتها من عملية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : يجب أن نقر بأن هناك متابعة اجتماعية للمطلقات في مجتمعاتنا الشرقية ، وخصوصاً من المقربين من الأهل والوالدين ، فالمطلقة ستظل تحت المجهر والمراقبة الدقيقة لكل حركاتها وتصرفاتها ودخولها وخروجها ، فإن كانت البيئة الأسرية علي درجة من المساندة تأقلمت المرأة المطلقة مع ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ وإلا فستكون هنالك مشكلة أخري مصاحبة للطلاق متمثلة في صعوبة التأقلم مع بيئة الأسرة الجديدة القديمة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أخفيك ، عزيزي القارئ ، سراً إن قلت لك إنني سألت نفسي لو أنني ، لا قدر الله ، مررت بهذه التجربة والتي تسمي ( ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ) هل ستكون حادثة عادية لكوني رجلاً أم لا ؟
وسألت نفسي كذلك : لو كنت امرأة هل سيكون للطلاق آثار سلبية علي لكوني امرأة ؟ هذه أسئلة تدور في الذهن ، وإجاباتها سهلة نظرياً ولكن لا يعرف تبعات تلك الكلمة إلا من يعايشها ، ولعل طبيعة دراستي وعملي اليومي ، صباحاً ومساء واحتكاكي شبه اليومي بمن هم في طريقهم للطلاق ، أو بمن هم يعايشون ويتألمون من آثار ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ جعلتني ، أشارك في كتابة هذه الأسطر .
لماذا يحدث ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ بين الزوجين في الخليج العربي ؟
لقد قمت بسؤال (300 ) مطلق ومطلقة عن أسباب طلاقهم فكانت أسباب طلاقهم مرتبة كالتالي :
1- لم نستطع التفاهم أو حتي الاتفاق علي كيفية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ . [ 28.4% ]
2- تدخل الأهل في شؤون الزوجين وقراراتهما . [ 22.4 %]
3- عدم تحمل أحد الزوجين لمسؤوليات الأسرة . [ 7.9%]
4- صغر السن وقلة الخبرة . [ 6,6 %]
5- اختلاف المستوي العلمي بين الزوجين . [ 4.6 %]
6- التقاليد والأعراف ( الزواج الذي لا تصحبه مشورة أحد الزوجين ) . [ 5.6% ]
7- خيانة أحد الزوجين . [ 3.1 %]واقع ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في الخليج :
كثيراً ما تزعجني التصريحات التي تردد أن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ يزداد في الكويت علي سبيل المثال ، والواقع أن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ شبه ثابت نسبياً في الكويت منذ عام 1985 إلي 1996 ، لكن الذي يزداد هو ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في السنوات الخمس الأولي ، لدرجة أن الخمس السنوات الأولي تشهد حالة طلاق كل ( 54 : 3 ) ساعة ، أما في السعودية فذكرت وكالة رويتر أن عام 1996 شهد نسبة 35% من ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وفي البحرين 20% بناء علي إحصاءات المحاكم هناك .
بينما بلغت نسبة ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ في الإمارات أعلي نسبة في الخليج إذ بلغت 40% وخاصة طلاق الرجل الإماراتي من الزوجة غير المواطنة .
لماذا تلك المقدمات والإحصاءات ؟
أردت – عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة – من تلك المقدمة الرقمية أن ندرك أن من مر بتجربة ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ لا يعني بالضرورة فشله ، أو توقفه عن الإنجاز كما كان يسود الاعتقاد ، إذ أن هناك عوامل عديدة تلعب دوراً مهماً في درجة تأقلم الرجل أو المرأة ، ولعل منها العمر عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وجود أبناء أو عدم وجودهم ، ظروف ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، مدة الحياة الزوجية ، موقف الأهل والمقربين من عملية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، وكذلك المستوي التعليمي والوضع الوظيفي ، كل تلك العوامل تلعب دوراً ، ولكن من الذي يؤثر فيه ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ أكثر ؟
أيهما أكثر تأثراً بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : ط§ظ„ط²ظˆط¬ أم الزوجة ؟ ؟
إن القول الشائع لدي كثير من الناس أن الرجل لا يتأثر بل ولا يهتز لخبر ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ ، لكن الواقع يقول عكس ذلك إذ إن الدراسات العربية والغربية تخبرنا أن المرأة تتمتع بمناعة أكثر ضد الصدمات العاطفية بعكس الرجل ، لكن الرجل يتغلب علي تلك الصدمة بالزواج مرة أخري ، بعكس المرأة التي تشير الدراسات إلي أن عملية زواجها مرة أخري تأخذ وقتاً أطول مقارنة بالرجل .
إذن فالزوج يتأثر عاطفياً أكثر بل وقد يصاب بأعراض وأمراض نفسية ، في حالات عديدة ، منها :
1- في حالة مبادرة الزوجة بطلب ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ سواء باللجوء لفسخ العقد لخلل من جانب ط§ظ„ط²ظˆط¬ أو حتي في طلب المخالعة من أجل عتق نفسها من الارتباط بذلك ط§ظ„ط²ظˆط¬ .
2- في حالة وجود أبناء نتيجة ذلك الزواج : إذ إنه لا طلاق ذهنياً أو نفسياً بين الزوجين عند وجود الأبناء .
3- في حالة طول مدة الحياة الزوجية التي قضاها الزوجان معاً ، إذ إنهما قضيا زهرة حياتهما معاً .
4- في حالة تأخر الدخول في الزواج مرة أخري بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ نتيجة العزوف والكره . الآخر .أما الزوجة فيزداد الضغط النفسي عليها بعد ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ نتيجة عدة عوامل مترابطة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر ، منها :
1- طول مدة الزواج : إذ إن طول فترة الزواج الذي يعقبه طلاق يجعل الزوجة في وضع الشعور بالضياع عن تلك الفترة من عمرها .
2- السن عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : كلما كان ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ أقرب لسن الأربعين كان الضغط النفسي أكثر ، كما تقول الدراسات .
3- ظروف ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : إذ إن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ المفاجئ له أثر سلبي علي الزوجة ، وكذلك ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ الذي يتم بمبادرة ط§ظ„ط²ظˆط¬ ومعارضة الزوجة له أثر نفسي عليها وهي التي كانت لآخر لحظة تحاول إصلاح ذلك الخلل الأسري .
4- سن الأبناء عند ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : إن الأم المطلقة تتحول إلي عائل وحيد لرعاية الأبناء وهذا بلا شك يضيف عليها ضغوطاً كان الأب يحمل جزءاً منها علي الأقل .
5- الحالة المادية والتعليمية للزوجة : لا شك أن للطلاق تبعات مادية كبيرة وضغوطاً حياتية شبه يومية ،فإن كانت الزوجة في بحبوحة وسعة مادية ولديها سلاح الشهادة ، كان ذلك سنداً لها في مقابلة تلك الضغوط ،أما إن كانت في وضع مادي محدود وليس لديها شهادة تعتمد عليها بعد الله ، فإن الضغوط تزداد عليها ، الأمر الذي يؤثر في نظرتها لذاتها ودورها في الحياة نتيجة قلة الموارد المتوافرة لديها .
6- موقف أسرتها من عملية ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ : يجب أن نقر بأن هناك متابعة اجتماعية للمطلقات في مجتمعاتنا الشرقية ، وخصوصاً من المقربين من الأهل والوالدين ، فالمطلقة ستظل تحت المجهر والمراقبة الدقيقة لكل حركاتها وتصرفاتها ودخولها وخروجها ، فإن كانت البيئة الأسرية علي درجة من المساندة تأقلمت المرأة المطلقة مع ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚ وإلا فستكون هنالك مشكلة أخري مصاحبة للطلاق متمثلة في صعوبة التأقلم مع بيئة الأسرة الجديدة القديمة