التبرع لله تعالى والصدقة
الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ للهِ الحمدُ للهِ وسلامٌ على عبادِهِ الذينَ اصطفى الحمدُ للهِ الواحِدِ الأحدِ الفردِ الصمدِ الذي لم يلدْ ولم يُولَدْ ولم يَتَّخذْ صاحِبةً ولا وَلَداً أحمدُهُ وأستعينُهُ وأستهديهِ وأشكُرُهُ لهُ المنَّةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثَّناءُ الحسنُ لكَ الحمدُ ربَّنا على ما أنعمْتَ به عليْنا. الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كُنَّا لنهتَدِيَ لولا أنْ هَدَانا اللهُ والصّلاةُ والسلامُ على سيّدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقُرَّةِ أعيُنِنَا أحمدْ بَعَثَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هادياً ومُبَشِّراً ونذيراً وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ سِراجاً وهّاجاً وَقَمَراً مُنيراً فهدى اللهُ بِهِ الأمَّةَ وكَشَفَ بهِ عنها الغُمَّةَ وَبَلَّغَ الرِّسالةَ وَنَصَحَ الأمَةَ فجزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائِهِ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ الملكُ الحقُّ المبينُ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمّداً رسولُ اللهِ الصّادقُ الوعدِ الأمينُ صَلَواتُ ربي وسلامُهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ الطيبينَ الطّاهرينَ .
أمّا بعدُ يقولُ اللهُ تبارَكَ وَتَعَالى في القرآنِ الكريمِ : {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
أيُّها الأحِبَّةُ المؤمِنُونَ إن التّقوى والوَرَعَ والتَّرَفُّعَ عن أكلِ الحرامِ من شِيمِ عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ فاتَّقُوا اللهَ حَيْثُمَا كُنْتُمْ واتقوا اللهَ في أنفُسِكُمْ وأوْلادِكُم واتّقوا اللهَ في مَكْسَبِكُمْ وَمَأْكَلِكُمْ وَمَشْرَبِكُم فإنَّ هذِهِ الدُّنيا لا تُغْني عن الآخِرَةِ شيئاً واللهُ تبارَكَ وَتَعالى الفَعَّالُ لما يُريدُ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ قِسماً غنيّاً مُوسِراً وقِسْماً فقيراً واللهُ تعالى لا يُسْأَلُ عمّا يفعلُ وهُم يُسْأَلُونَ هُو الإلهُ الواحِدُ فهوَ الحاكِمُ المُطلقُ وهُو الآمِرُ المُطلَقُ وهو النّاهي المُطلقُ وهو الفعّالُ لما يريدُ خَلَقَ العبادَ على ما أرادَ، منهُمُ الشَّقيُّ ومنهُمُ السَّعيدُ منهُمُ القويُّ ومنهُمُ الضَّعيفُ منهُمُ الثريُّ ومنهُمُ الفقيرُ، تعالى اللهُ عن أن يكونَ ظالماً فهوَ الفَعّالُ لما يُريدُ وأمّا الذينَ ءاتاهُمُ اللهُ تعالى زينَةَ الدُّنيا وزُخْرُفَهَا وكانوا مُؤمِنينَ واستَعْمَلُوها في طاعَةِ ربِّهِم فطُوبى لهُم وحُسنُ مَئَاب.
وأمّا الذينَ أوتُوا نصيباً من الدُّنيا واستعْملُوها في الشَّهَواتِ المُحَرَّمَاتِ ولم يَسْتَعْمِلُوها في الطَّاعاتِ فهؤلاءِ انقَلَبَتْ عليهِمُ هذِهِ النِّعَمُ نَقْمَةً في الآخرةِ.
فإنَّ المرءَ يُقالُ لهُ يومَ القيامةِ ألم نُصِحَّ جِسْمَكَ ونُسْقِكَ منَ الماءِ البارِدِ.
حتّى الماءُ الباردُ هذِهِ النِّعمةُ العظيمةُ التي أنعَمَ اللهُ بها علينا يُسْألُ المرءُ عنها يومَ لا ينفَعُ مالٌ ولا بنونْ إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ.
ففِرعونُ الذي ءاتاهُ اللهُ مُلْكَ مِصْرَ وقالَ هذِهِ الأنهارُ تجري من تحتي، ربُّ العالمينَ أخبَرَنَا حِكَايةً عن مُوسى بنِ عِمرانَ أنهُ قالَ: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} فاللهُ يعلَمُ أنَّ فِرْعونَ سَيَطغَى وَسَيَزدَادُ تَكَبُّراً وَتَجَبُّراً وظُلماً للعبادِ وأنَّ المالَ والجاهَ والسُّلطةَ التي ءاتاهُ اللهُ إيّاها لن يَسْتَعْمِلَهَا في الطّاعةِ أبداً ومع ذلكَ فقدْ ءاتاهُ اللهُ هذا السُّلْطانَ وهذا المالَ، لِمَ؟ لأنَّ اللهَ فَعَّالٌ لما يُريدُ وهل يَنفَعُهُ ذلك يومَ الدّينِ، لا، لن ينفَعَهُ ذلكَ يومَ الدّينِ بل تَنْقَلِبُ هذهِ النِّعمُ عليهِ نَقمةً في الآخِرةِ بحيثُ يُحاسَبُ عليها لِمَ لَمْ يستعمِلْهَا في طاعَةِ اللهِ.
تُرى وهلْ من شرْطِ الزُّهدِ أن يكونَ المرءُ فقيراً ، تُرى وهلْ من شرْطِ الزُّهدِ والوَرَعِ والتَّمَسُّكِ بالعباداتِ أن يكونَ المرءُ فقيراً ؟ ليسَ شرطاً لِيكونَ المرءُ زاهِداً عابِداً ناسِكاً أن يكونَ فقيراً ليسَ لهُ مالٌ فقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: " نِعمَ المالُ الصّالِحْ للرَّجُلِ الصَّالِحْ" إِذَنْ، ربُّ العبادِ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ جَعَلَ قِسْماً منهُم مُؤمنينَ وقِسْماً منهُم كافِرينَ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ قِسْماً ثَريّاً غنيّاً وقِسْماً فقيراً فاللهُ تبارَكَ وَتَعَالى جَعَلَ الدُّنيا يَشْترِكُ في التَّنَعُّمِ فيها المؤمنونَ والكافرونَ وأما نعيمُ الآخِرةِ فهوَ خاصٌّ بالمؤمنينَ وهذا معنى حديثِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "الدُّنيا سِجْنُ المؤمِنِ وَجَنَّةُ الكافِرِ".
أمّا بعدُ يقولُ اللهُ تبارَكَ وَتَعَالى في القرآنِ الكريمِ : {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
أيُّها الأحِبَّةُ المؤمِنُونَ إن التّقوى والوَرَعَ والتَّرَفُّعَ عن أكلِ الحرامِ من شِيمِ عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ فاتَّقُوا اللهَ حَيْثُمَا كُنْتُمْ واتقوا اللهَ في أنفُسِكُمْ وأوْلادِكُم واتّقوا اللهَ في مَكْسَبِكُمْ وَمَأْكَلِكُمْ وَمَشْرَبِكُم فإنَّ هذِهِ الدُّنيا لا تُغْني عن الآخِرَةِ شيئاً واللهُ تبارَكَ وَتَعالى الفَعَّالُ لما يُريدُ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ قِسماً غنيّاً مُوسِراً وقِسْماً فقيراً واللهُ تعالى لا يُسْأَلُ عمّا يفعلُ وهُم يُسْأَلُونَ هُو الإلهُ الواحِدُ فهوَ الحاكِمُ المُطلقُ وهُو الآمِرُ المُطلَقُ وهو النّاهي المُطلقُ وهو الفعّالُ لما يريدُ خَلَقَ العبادَ على ما أرادَ، منهُمُ الشَّقيُّ ومنهُمُ السَّعيدُ منهُمُ القويُّ ومنهُمُ الضَّعيفُ منهُمُ الثريُّ ومنهُمُ الفقيرُ، تعالى اللهُ عن أن يكونَ ظالماً فهوَ الفَعّالُ لما يُريدُ وأمّا الذينَ ءاتاهُمُ اللهُ تعالى زينَةَ الدُّنيا وزُخْرُفَهَا وكانوا مُؤمِنينَ واستَعْمَلُوها في طاعَةِ ربِّهِم فطُوبى لهُم وحُسنُ مَئَاب.
وأمّا الذينَ أوتُوا نصيباً من الدُّنيا واستعْملُوها في الشَّهَواتِ المُحَرَّمَاتِ ولم يَسْتَعْمِلُوها في الطَّاعاتِ فهؤلاءِ انقَلَبَتْ عليهِمُ هذِهِ النِّعَمُ نَقْمَةً في الآخرةِ.
فإنَّ المرءَ يُقالُ لهُ يومَ القيامةِ ألم نُصِحَّ جِسْمَكَ ونُسْقِكَ منَ الماءِ البارِدِ.
حتّى الماءُ الباردُ هذِهِ النِّعمةُ العظيمةُ التي أنعَمَ اللهُ بها علينا يُسْألُ المرءُ عنها يومَ لا ينفَعُ مالٌ ولا بنونْ إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ.
ففِرعونُ الذي ءاتاهُ اللهُ مُلْكَ مِصْرَ وقالَ هذِهِ الأنهارُ تجري من تحتي، ربُّ العالمينَ أخبَرَنَا حِكَايةً عن مُوسى بنِ عِمرانَ أنهُ قالَ: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} فاللهُ يعلَمُ أنَّ فِرْعونَ سَيَطغَى وَسَيَزدَادُ تَكَبُّراً وَتَجَبُّراً وظُلماً للعبادِ وأنَّ المالَ والجاهَ والسُّلطةَ التي ءاتاهُ اللهُ إيّاها لن يَسْتَعْمِلَهَا في الطّاعةِ أبداً ومع ذلكَ فقدْ ءاتاهُ اللهُ هذا السُّلْطانَ وهذا المالَ، لِمَ؟ لأنَّ اللهَ فَعَّالٌ لما يُريدُ وهل يَنفَعُهُ ذلك يومَ الدّينِ، لا، لن ينفَعَهُ ذلكَ يومَ الدّينِ بل تَنْقَلِبُ هذهِ النِّعمُ عليهِ نَقمةً في الآخِرةِ بحيثُ يُحاسَبُ عليها لِمَ لَمْ يستعمِلْهَا في طاعَةِ اللهِ.
تُرى وهلْ من شرْطِ الزُّهدِ أن يكونَ المرءُ فقيراً ، تُرى وهلْ من شرْطِ الزُّهدِ والوَرَعِ والتَّمَسُّكِ بالعباداتِ أن يكونَ المرءُ فقيراً ؟ ليسَ شرطاً لِيكونَ المرءُ زاهِداً عابِداً ناسِكاً أن يكونَ فقيراً ليسَ لهُ مالٌ فقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: " نِعمَ المالُ الصّالِحْ للرَّجُلِ الصَّالِحْ" إِذَنْ، ربُّ العبادِ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ جَعَلَ قِسْماً منهُم مُؤمنينَ وقِسْماً منهُم كافِرينَ جَعَلَ العبادَ على قِسْمينِ قِسْماً ثَريّاً غنيّاً وقِسْماً فقيراً فاللهُ تبارَكَ وَتَعَالى جَعَلَ الدُّنيا يَشْترِكُ في التَّنَعُّمِ فيها المؤمنونَ والكافرونَ وأما نعيمُ الآخِرةِ فهوَ خاصٌّ بالمؤمنينَ وهذا معنى حديثِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "الدُّنيا سِجْنُ المؤمِنِ وَجَنَّةُ الكافِرِ".
جزاك الله الف خير اسلام
ويعطيك الف عافيه عالطرح القيم والمفيد
تقبل مرورى
جزآك الله خير ونفع بك
ن40
بوركت جهودك يالغلا
لاهنت
يسلمو يالغلا على الطرح
القيم والمفيد والرائع
بروعت حضورك يالغلا
الله يعطيك الف عافية
وجعلها ربي في موازين حسناتك
وشفاعة لك يوم القيامة
سلمت يدااااك يالغلا