التغيرات الجسدية والعاطفية أثناء الحمل

لا تحسبي أن جنينك غافل عنك! فهذا المخلوق الصغير نشط جدا ويشعر تماما بأمه، كيف تتحرك، ماذا تفعل، كيف بدور، وكيف تبدو، وكيف تشعر. فأنت قادرة على التأثير عليه بطرق متعددة، ليس بالطعام الذي تتناوليه فحسب، بل بأسلوب حياتك بوجه عام. وأول وأهم صنيع يمكن أن تقدمينه لطفلك هو أن تحافظي على حالتك النفسية، وأن تكوني قدر المستطاع في أحسن حال أثناء فترة الحمل. إن مشاعرك وأحاسيسك على قدر كبير من الأهمية. يرى هيرمان إيهارا:
"… أن حالة الحامل الحسية والنفسية والعاطفية تؤثر على وظائفها الفيزيولوجية عبر تحفيز إفراز الهرمونات ونوعها؛ وهذا يؤثر على تكوين الجنين بالتالي. من هنا، فإن تمتع الحامل براحة البال أثناء فترة الحمل أمر في غاية الأهمية".

وليست السعادة والبهجة هما دائما، رد الفعل الأول للحامل بعد تلقيها خبر الحمل. فغالبا ما تشعر الحامل ببعض الحزن والغضب والإحراج، وحتى الذنب. ولهذه الأحاسيس أسباب عدة، منها الصعوبات الاقتصادية والطموحات المحطمة ومشاكل الإسكان والحاجة إلى التعمق في معرفة الزوج. لكن بعد شهور قليلة، تتكيف معظم الحوامل مع واقعهن، ويبتهجن لكونهن حوامل عند الشعور بأولى حركات الجنين.

وبمجرد أن تحمل المرأة، تحدث تغيرات كثيرة في جسمها، فتتوقف الدورة الشهرية تدريجا لدى بعض النساء وفورا لدى بعضهن الآخر. كما يزداد حجم الدم والسوائل الأخرى في الجسم، أضف إلى ذلك حدوث تغيرات في معظم الأعضاء أثناء فترة الحمل. وستساعدك معرفة هذه التغيرات على فهم تأثير الطعام الذي تتاولينه، وتأثير أسلوب حياتك أثناء الحمل على طفلك.

ومن هذه التغيرات:
1- تزداد عمليات الأيض (الطاقة المبذولة من دون مجهود)، وبذلك تزداد كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها جسم الحامل يوميا.

2- تتقلص قوة عضلة المعدة وحركاتها وإفرازاتها، فتصاب بعض الحوامل بالغثيان والحرقة والإمساك.

3- يستهلك الجسم كمية أكبر من الحديد ومن فيتامين ب12، والكالسيوم، ولا سيما في حالات الحمل المتأخر. لذلك فإنك تحتاجين إلى كميات كافية من هذه العناصر الغذائية في نظامك الغذائين بخاصة إذا لم يكن جسمك يقوم بالتحويلات جيدا. ولمعرفة المزيد من المعلومات حول التحول، راجعي: "المبادئ الماكروبيوتيكية السبعة"، ملحق رقم (1)، نسخة منحقة،

وكتاب "التحولات"، و"زن ماكروبيوتيك" ص 76-86،
وكتاب "التحولات البيولوجية"، وقد ترجمت جميع هذه الكتب إلى العربية ضمن سلسلة مكتبة الماكروبيوتيك.

4- خلال الحمل، تعمل الكلي بمنتهى النشاط لتتخلص من الفضلات في جسم الأم والجنين.

5- يزداد حجم السوائل في جسم الأم، مما يخفف من نسبة الدم لديها، فتصاب بفقر دم طفيف.

6- يحتاج جسمك أثناء الحمل إلى كمية كافية ومتوازنة من الأطعمة لتساعد على نمو وتطور الجنين والتمد جسمك بالعناصر التي استهلكها الجنين لفترة الحمل وبعدها.

إن مدى تأثير هذه التغيرات عليك وقف على صحتك وتكوينك البدني عند الحمل. فأنت ستتأثرين أيضا بنظام الغذاء الذي تتناولينه أثناء فترة الحمل. مع العلم أن جميع المشاكل والصعوبات التي تحدث أثناء فترة الحمل ناتجة من اتباع نظام غذائي أو أسلوب حياة غير متوازنين سواء كان ذلك خلال فترة الحمل أو قبلها.

أما الوزن، فلا تظهر أي زيادة فيه قبل الشهر الثالث، وهي تمتد حتى الشهر السابع من الحمل. وفي العادة، يزداد الحامل في هذه الفترة من ربع كيلو إلى نصف كيلو أسبوعيا، فيتراوح وزنها بين 6 كيلوغرامات و8 في نهاية الشهر السابع.
والزيادة المفطرطة في الوزن هي من أكبر أسباب تعسر المخاض والولادة. لذلك عليك رغبتك الشديدة في تناول الطعام من أجل صحتك وصحة الجنين، وإلا ستحدث مضاعفات خطيرة أثناء الولادة.

كما أن هناك أسبابا أخرى لتعسر المخاض والولادة سيرد ذكرها فيما بعد. وعلى أي حال، فإننا ننصح بما يلي:

1- انتبهي إلى التغيرات التي تطرأ عليك وعلى الجنين.

2- انتبهي إلى المؤشرات الأولى التي تدل على الإصابة بمرض ما أو بأي شيء غير مرغوب فيه. وسيرد في أجزاء مختلفة من هذا الدليل ذكر بعض المشكلات التي يمكن أن تطرأ عليك.

3- قومي بزيارة الطبيب عندما يلزم الأمر. واستشيري من يفوقونك خبرة إذا واجهتك أي مشكلة، حتى لا تتفاقم. اطلبي معونة من يملكون أكبر قدر من المعلومات والخبرة لإعطائك النصيحة السديدة.

4- وعند استشارة الطبيب ومعاينته لك بانتظام،

5- من المهم أن تراعي كل العناصر الغذائية وتكوينك الفيزرولوجي ونظامك الغذائي السابق، وربطها بمتطلباتك الغذائية أثناء فترة الحمل. لا تقسي على نفسك بالتعرف على التغيرات المختلفة في جسمك بسبب العوامل السابق ذكرها، حيث أنها تختلف عما قد تتعلمينه من أي كتب أو مصادر معلومات متوافرة لديك.

منقول للفائدة