تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اللذة كلها أنت !!!!

اللذة كلها أنت !!!!

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

سامى لبيب

من رحم ط§ظ„ظ„ط°ط© والألم جاءت الفكرة .

الحوار المتمدن-العدد: 2894 – **** / 1 / 20 – 06:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

ما هو الدافع للتفكير ؟
وما الذى يجعلنا نفكر ؟
ولماذا كل الأفكار والنظريات والفلسفات ؟

الإنسان لا يفكر إلا تحت ضغط الحاجة ..والعقل لا يفكر إلا لتلبية إحتياجات مشاعره وأحاسيسه فقط .

فلا توجد فكرة بدون إحساس يسبقها ويطلبها ..والعقل لا ينتج الأفكار من ذاته بل يكون إنتاجه للفكرة تحت وطأة تلبية حاجة مشاعره وأحاسيسه وإنفعالاته .

لو مسكنا إناءاً ساخناً سنحس بالألم من لسع الحرارة لأناملنا ..ومن الشعور بالألم نتجنب لمس الأوانى الساخنة كفكرة , ومن الممكن أن نطور الفكرة لنجعل ماكينة العقل تعمل على تجنب وتفادى الألم , فيبدع العقل فكرة صنع مقابض خشبية أو من لدائن بلاستيكية للأوانى حتى نستطيع مسكها وهى ساخنة .
إذاً لولا الألم المصاحب للمس الأنية الساخنة ما كنا فكرنا فى إبداع المقابض العازلة للحرارة .

نحن نشعر بالألم من جراء الجوع ..فنتغلب على جوعنا بإلتهام النباتات وجذورها , وتحت وطأة الألم الناتج من الجوع المستمر بدأنا نفكر أن نزرع الأرض لتنتج لنا إنتاج مستمر من الحبوب والبذور .

وتحت ألم الجوع أيضا وكيفية التغلب عليه دفعنا ماكينة العقل إلى المزيد من التفكير والإبداع لتنتج لنا أفكار هائلة لزيادة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل ودراسة الأفات التى تهدد مزروعاتنا ..وعليه أنشأنا مراكز للبحوث والدراسات التى تتناول علوم النبات والمحاصيل والأفات والأسمدة .
إذن كل إبداعات العقل الإنسانى جاءت وليدة رغبته فى التغلب على الشعور بالألم .

الإنسان كائن بيولوجى متطور ..يمتلك جسده بكل حواسه وأحاسيسه ..ويكون تفاعله مع العالم المادى من خلال هذا الجسد .
يمكن إختزال فكرة الإنسان فى كونه كائن يعيش متأرجحا ما بين ط§ظ„ظ„ط°ط© والألم فمهما تعقدت أمور الحياة وبدت لنا أنها شديدة التعقيد فلن تخرج عن الرغبة فى ط§ظ„ظ„ط°ط© ومحاولة تجنب الألم .

تحت وطأة الألم واللذة يعمل العقل فى هذا المضمار ولا ينتج أى أفكار إلا لمحاولة تعميق ط§ظ„ظ„ط°ط© وإزالة الألم …فلا توجد أفكار ينتجها الدماغ تأتى من الفضاء وبلا معنى ولا جدوى , بل كلها تخدم مجمل مشاعره وأحاسيسه وإنفعالاته .

إنتاج الأفكار لا تقف على مجمل الظروف المادية الحسية المياشرة المطلوبة التى يحتك بها الإنسان بل تتعدى هذا الأمر لتنتج الفلسفة والمعتقدات والأديان .

فالفلسفة والمعتقدات والأديان هى أفكار لم تأتى من الهواء بدون أن تفى حاجتى ط§ظ„ظ„ط°ط© والألم المطلوبة فالذهن البشرى لن ينتج فكرة بدون أن تحركها وتدفعها المشاعر والإنفعالات والاحاسيس كما أشرنا .

فكرة الإله لم ينتجها الإنسان إلا تحت تأثير إضطراب مشاعره وإنفعالاته ..ولا تخرج بأى حال من الأحوال عن قضية تجنب الألم الذى هو حجم المعاناة مع الطبيعة كما هو البحث عن ط§ظ„ظ„ط°ط© المتمثلة فى حالة من الأمان والسلام مع الطبيعة والوجود .

فإذا كان الإنسان الحديث قد طوع الطبيعة لتلبية إحتياجاته من الغذاء والتغلب على الجوع من خلال التكنولوجيا والخبرات العلمية التى جعلته يبنى السدود للتغلب على الفيضانات الكاسحة وكذلك إنتاج الأسمدة التى تزيد من الإنتاج الزراعى والمبيدات التى تتغلب على الأفات التى تنازعه فى طعامه ..فإن الإنسان القديم لم يختلف عنا فى الإستراتيجية العامة وإن إختلف بأفكاره وقدرته المعرفية أى فى تكتيكاته .

فهو لم يجد حيلة أمام الفيضان إلا بتشخيص كائن قوى مثله مثل الطبيعة فى درء هذا الخطر الذى يهدد زراعته .. فتصور أن هذا الإله يكون بديلا عن الأسمدة فبرضاه تكون البركة بديلاً عن عجزه المعرفى للسماد ..ولعنته هى السماح للأفات والحشرات أن تأكل الزرع والحرث وعليه أن يقدم القرابين بديلاً للمبيدات التى لم يعرفها .

من الممكن أن نمد الأمور على إستقامتها لنصل فى النهاية أن أى فكرة لم تأتى إلا وليدة وإحتياج فعلى لتجاوز الألم والشعور باللذة .
فلو لم يكن الجوع ألماً لما خلقنا التكنولوجيا والألهة التى تعبر بنا هذا الشعور .

ولو لم تكن الفيضانات والأعاصير والزلازل ألمًا يغمرنا بكم لا بأس به من الأحاسيس المؤلمة الحزينة المضطربة لما إبتكرنا السدود والألهة التى تحفظنا من هكذا بشاعة ألم .

ولو لم يكن الخوف شعور وإحساس يقلقنا ويؤلمنا لما صنعنا ألهة وأسوار حول منازلنا .

لو لم يكن الموت إحساس مؤلم يزلزل نفوسنا لما خلقنا الإله الذى يعبر بنا عالم الموت .

يكون منهجنا الحياتى منذ الإنسان البدئى وحتى الأن هو كيفية أن نحظى على ط§ظ„ظ„ط°ط© وكيفية تجنب الألم .

ولا تكون هناك وظيفة للدماغ غير ذلك ..فهى لا تنتج أفكار وإبداعات إلا لتلبية هذا المطلب الوحيد والمكلفة به حسراً .

تتعقد وسائل الحياة ولكن لن تخرج وظيفة الدماغ عن هذا المطلب الوحيد .
الله فكرة أنتجها العقل البدئى نتيجة عجزه المعرفى فى تلبية رغباته وأحاسيسه فى الحصول على أكبر قدر من ط§ظ„ظ„ط°ط© وتجنب الألم .

بقلم:
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2894 – **** / 1 / 20 – 06:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

كلام صافصطائي لا يعني شيئا انما الاصل فيه هو التملق بالكفر المقصود .
هذا الكلام لامقصد منه غير الشهرة .

حسبي الله ونعم الوكيل

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.