تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المؤهل جامعية والمهنة راقصة شرقية

المؤهل جامعية والمهنة راقصة شرقية

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]المؤهل جامعية .. والمهنة راقصة شرقية

قبل خمس سنوات تقدمت خمس فتيات للجهات الرقابية المسؤولة بغية الحصول على تصريح للعمل كراقصات في الملاهي الليلية . اندهش الموظف الموكل اليه انهاء مثل تلك الاجراءات لا لشيء الا أنه باطلاعه على الأوراق الخاصة بهن اذ اكتشف أن فتاتين منهن تحملن درجة البكالوريوس في الهندسة بينما تحمل الباقيات الدرجة العلمية نفسها ولكن فى تخصص الطب البشري .
ظن الموظف أن الفتيات يمزحن أو أنهن من هواة المغامرة واكتشاف المجهول فطلب منهن الانصراف رافضا منحهن التصريح اللازم .رفضن الانصراف ما جعل الموظف يصعد الأمر الى رئيسه المباشر الذي أبدى نفس القدر من الدهشة وفعل الشيء نفسه بتصعيد الطلب الى رئيسه المباشر وهكذا الى أن وصل الطلب الى رئيس الجهة .. ورغم ابداء الأخير امتعاضه من الطلب الا أنه لم يكن يملك سوى الموافقة خاصة وأن جميع الأوراق المطلوبة مستوفاة .

تسابقت الجامعيات على استخراج تراخيص للعمل بالرقص الشرقي وبات الموظف المختص يتعامل معهن بدرجة أقل من الامتعاض بعد أن غابت مشاعر الدهشة التي سيطرت عليه في المرة الأولى . الدهشة التي زالت عن الموظف المختص زالت تدريجيا عن نسبة ليست قليلة من الذين نظروا الى الأمر باعتباره مجرد نقطة سوداء في بحر ميت . وان اختفت مشاعر الدهشة لدى بعضهم فمشاعر الامتعاض والغضب لم تعرف الزوال حيث ظلت تتأجج فى نفوسهم كلما تطرق أحدهم الى هذا الأمر وأخذ كل منهم يكيل الاتهامات لمن يراه السبب في الظاهرة ..

البعض يكيل الاتهامات للفتاه نفسها وأسرتها بالطبع باعتبار أن الغاية لا تبرر الوسيلة وحاجة الأسرة الى المال لا يبرر السماح لابنتهم بالعمل في الملاهي الليلية . أخريات لم يملكن هذا القدر من الجرأة خوفا من نظرة المجتمع ففضلن العمل فى تلك المهنة سرا وفى الملاهي الليلية الأكثر رقيا لتضمن ألا يلتقيها أحد الجيران أو المعارف بالمصادفة ، بل وفى كثير من الأحيان تخفي الفتاة طبيعة عملها عن أسرتها مبررة خروجها في أوقات متأخرة من الليل بالعمل في مطعم أو فندق أو حتى مستشفى
ولا تعر الأسرة الأمر اهتماما طالما كانت الفتاة تعود آخر الليل حاملة ما يحتاجون اليه من مال !.

بعض الفتيات وجدن في مكسب الرقص الشرقي عوضا عن سنوات الدراسة والتعليم التي أرهقتهن حتى وان كان الثمن هو نظرة المجتمع القاسية ومن هؤلاء كانت الجامعية "ن" والتي طمحت الى الكسب السريع وعمل ثروة كبيرة ثم التقاعد … ومن سيعرف الماضي فالمال ومن وجهة نظرها سوف يسهل كل شيء … وبعد ان اقتنعت تماماً .. سرعان ما تعينت بإحدى مراقص الخمس نجوم لأن مؤهلاتها الجسدية والفطرية يسمحان لها … لم تعارض اسرتها الفقيرة طويلاً ففي البداية رفضوا وعندما رجعت ومن أول يوم وبيدها ما يعوض الاسرة من الحرمان من المال شهر كامل رضخوا للأمر الواقع واستسلموا لواقعهم المرير . وتوالت الأيام و "ن" تزداد ثراءاً وانتقلت هي وأهلها الى ذلك الحي الراقي والشقة الراقية ذات الأثاث الباهظ الثمن .. ولكن الجشع والطمع لم يجهلاها تكف .. فكل يوم تقول بعد ان يصير حسابي كذا … الى ان توالت الأعوام وكبرت الشقيقات وتزوجن زيجات لا يحلمن بها ، وبالطبع كانت تتخفى بملابس لا تظهر شخصيتها الحقيقية كي تقوم بكل اللازم لإتمام أعراس شقيقاتها ومقابلة العرسان مع الوالدين وتوالت الايام سريعاً وبقيت هي تجمع المال ثم توفا الوالدان وتركاها وحيدة وذهبت الشقيقات كل منهن الى منزل الزوجية ا الجديد وقبل انتهاء فترة الحداد على الوالدين اتحدوا الشقيات سوياً واتخذن قرارهن وطلبوا مقابلتها لأمر هام وخبروها وبكل وقاحة وصراحة ان تنساهن من حياتها وأن تنسى ان لها شقيقات قد ضاع عمرها كله وهي تلهث وراء المال لتحسين وضع العائلة المالي والاجتماعي امام الناس وخبروها أن بوفاة الوالدين قد انقطعت أي لروابط بينهما .. واستسلمت لواقعها المرير .. ومرت بها الايام وفي يوم ما شعرت انها وجدت الحب أخيراً …. قابلته .. واحبته .. رجل كامل من وجهة نظرها اناقة ووسامة ومركز وثراء ظاهر تعرف عليها وهي ترقص .. ونشأت علاقة حب سريعة ووافقت على الارتباط فوراً حتى لا يضيع من يدها كما ظنت وتركت الرقص وكل شيء حتى تصير ملكه وحده فقط .. وقالت لنفسها : لقد حققت كل أحلامي .. الثراء والجمال والاستقرار وأخيراً الزوج المحب الثري الذي دوم كنت احلم به .. وبعد فترة قصيرة من زواجهما .. تبدلت طباع الزوج المحب وحل محل الحب والحنان الكراهية والبغضاء بل ووصلت الى الضرب والسب احياناً … وتحملت في سبيل تحقيق حلمها الزائف الكثير … وظل زوجها يبعد ويتباعد عنها يوماً بعد يوم .. الى أن جاء اليها منهاراً وباكياً ونادماً واخبرها عن سر هذا التحول الكبير الذي طرأ عليه وجعله يبعد عنها بل ويعاملها بهذا السوء .. اخبرها ان تجارته قد كسدت وأن الصفقة الأخيرة التي تعاقد عليها قد قضت على كل ثروته واصبح مفلساً وانه يحتاج الى مبلغ كبير كي يستطيع بناء حياته من البداية .. وظلت دموعه تتساقط بغزارة وهو يقبل يديها .. وافقت دون تردد لأنها كانت هائمة في حبه وكان لها كل شيء بعد ان ابتعد عنها الأهل والخلان .. ونظراً لكونه يحتاج المال على فترات وكما خبرها انه أوقات يحتاج الى مبلغ في التو واللحظة ..ولا يريد ازعاجها ولذا فقد طلب منها عمل توكيل عام لمباشرة سحب الأموال كلما احتاج اليها ودون ان يضيع من وقته الثمين .. وبعد ان سلمته التوكيل … ذهب لمباشرة اعماله كما ادعى .. وانتظرت عودته اليها … ولم يعد .. لعبت بها الظنون وخاصة لأنها وجدت جواله في كل الأوقات مغلق … ماذا تفعل ؟؟؟ وهي لا تعرف اين عائلته ؟؟؟ اين كان يقيم ؟؟؟؟ أين يعمل ؟؟؟ فلقد تزوجته بغفلة من الوقت ولم تريد ان تجمع عنه أية معلومات حتى لا تضيع فرصة الارتباط كما انها كانت وحيدة بدون أهل يسألون عنه … وضاع وضاعت كل أموالها وما تمتلكه معه وضاع أي أمل في العثور عليه مرة أخرى .. وتوالت الصدمات وتراكمت عليها الديون فمن أين لها أن تدفع ؟؟؟ وانتقلت الى حي شعبي فقير بعد ان باع المنزل الفخم ومعه الأثاث والملابس الفاخرة بموجب التوكيل وحتى الذهب التي كانت تتحلى به باعته كله ولم يبقى منه ولا قطعة … وعندما قرصها الجوع والبرد والحوجة حاولت الاتصال بشقيقاتها اللاتي فدتهم بعمرها ومستقبلها ولكن ..طردوها شر طردة .. ودون قلب ، ولم تجد حلاً بديلاً الا ان تعود للمرقص مرة أخرى …. تقابلت مع مدير الملهى .. ويا للصدمة الكبرى عندما وجد علامات الايام تظهر واضحة على وجهها .. وان جسدها انتابته بعض الترهلات وزيادة الوزن اعتذر لها بحجة ان الملهى تعاقد مع احداهن … ظلت تذهب الى كل المراقص والذين كانوا بالماضي يتلهفون على التعاقد معها وكانت تتمنع وتتدلل عليهم ولكن الكل اعتذر لها … حتى المراقص الدرجة الثالثة ذهبت اليها .. ولكن الكل يتهرب منها ، وأخيراً لم تجد املاً ينقذها من الجوع الا بالعمل في إحدى المراقص الخمسة نجوم متخفية بملابسها الفقيرة ولكن … وياللهول !!! كعاملة نظافة . ومرت بها الأيام طويلة وكئيبة ونظراً لقلة الغذاء وقلة النوم تعرضت لأمراض شتى وكانت تتظاهر بانها بصحة جيدة حتى لا يفصلونها بالعمل . وكان هذا على حساب صحتها وراحتها .. وفجأة .. وفي أحد الليالي الطويلة .. ظهر فارسها وزوجها الهارب .. مع إحدى الحسناوات الثريات .. وتقابلا وجاً لوجه وبنفس الملهى الذي تعمل به عاملة ولم يعرفها بالتأكيد !!!.. ولم تكن لديها أي رغبة في أن تكلمه وتسأله : اين كنت ؟؟ ومن هذه ؟؟ وأين أموالي ؟؟؟ ولماذا فعلت بي كل هذا ؟؟؟ بل شعرت بكل مشاعر الحقد الدفين والكره والغضب بداخلها .. وظلت تنتظر وتنتظر انتهاء الوقت حتى ذهابه من الملهى وخططت لكل شيء وجدت نفسها بكل الحقد وقهر الأيام ومرارتها وعذاب الوحدة والسهر تسرق سكينا كانت بالمطبخ وعندما رأته يخرج وهو يضحك بسعادة ونظرات الحب بعينيه وهو متأبط زراع حسنائه وجدت نفسها وبدون وعي منها تجري وتجري وتجري وراءه حتى وصلت الى المكان المظلم والذي يضع فيه سيارتة الفارهة غالية الثمن والتي من أموالها بالتأكيد لم تفيق من صدمتها الا وهي تطعنه بكل ما أوتيت من قوة وهي تصرخ … وتقول هذه لأنك خدعتني وهذه لأنك سرقتني وهذه لأنك دمرتني وهذه وهذه وهذه وهذه والحسناء تنظر بعيون مذهولة لا تدري ما ذا تفعل ؟؟ .. ثم بعد ان قضت عليه تماماً وخر صريعاً بالأرض .. نظرت اليها بعطف وعين باكية وقالت لها : انتي محظوظة فلقد أنقذتك من براثن ذئب كان سيجعلك تصيرين مثلي ؟؟ انظري الي !!! وانت تجدين نهايتك !! لو لم يمت لكنتي تماماً مثلي .. فجأة فرت الحسناء مزعورة صارخة وهي لا تفهم شيئا مما قالته المرأة الضائعة !!!.. نعم لقد اصبحت ضائعة وقاتلة ومع سبق الاصرار والترصد … ومصيرها حتما الموت .. وقالت بصوت ممزق : يا أيها الموت مرحبا بك انتظرك منذ وقت طويل .. طويل فسوف تضع نهاية لمعاناتي وحرماني وعذابي وقهري .. ولكني ساموت وحيدة ذليلة نادمة على مافعلته بنفسي ودون أهلي ودون ماضي مشرف .. سأموت وانا بنظر كل العالم امرأة … أمرأة ………………خاطئة

"قصة من واقع الحياة"
[/grade]

4 أفكار بشأن “المؤهل جامعية والمهنة راقصة شرقية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.