ـ قراءةالقرآن بقصد زيادة الإيمان5
لقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إنما الإيمان لَـيَخـْـلَــَقُ فى جَوْف أحدكم كما يَخلق الثـَّوب : ؛ فاسْألوا الله أن يُجَدِّد الإيمان فى قلوبكم " السلسلة الصحيحة 1585
وقال الله تعالى : ( وإذا ما أنزلت سُورَة ٌفمنهم مَن ْيقول أيّْكم زادَته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون ) التوبة 124.
وتجديد الإيمان يكون بالطاعات والأعمال الصالحات ، ومن بين هذه الطاعات التى يزداد بها الإيمان : قراءة القرآن ، بل هو من أهم وسائل زيادة الإيمان ، من خلال مواعظه البليغة ـ من الترهيب والترغيب ـ التى تجمع بين الخشوع والخوف من عذاب الله ورجاء رحمته ؛ فتستثير المشاعر وتؤججها ، فيحدث بذلك التجاوب بين الفكر والعاطفة ، أو بين القلب والعقل ، أى : جمع شعور القلب بالقرآن ، والعقل بفهم معانيه ، من خلال إحساس القلب بالمعانى وفهم العقل للآيات .
ففى القرآن العظيم سرٌّ خاص يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء ، قبل أن يبحث عن مواضيع الإعجاز فيها ، يشعر كأن شيئا ما وراء المعانى التى يدركها العقل من التعبير ، وأن هنالك عنصرا ما ينسكب فى الحِسِّ بمجرد الإستماع للقرآن ، يدركه بعض الناس واضحا ، ويدركه بعض الناس غامضا .
ولقد أثر القرآن فى جميع المخلوقات : أثر فى الملائكة ، أثر فى فى الجن ، فى البشر مؤمنهم وكافرهم ، بل لقد أثر فى الجبال والجمادات : ( يقول الحق عز وجل : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا مُتصدِّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) الحشر 21 .
قال ابن كثير : " يقول الحق سبحانه وتعالى معظما لأمر القرآن ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغى أن تخشع له القلوب وتتصدع عند سماعه ؛ لما فيه من الوعد الحق والوعيد الأكيد .
وقد ينشأ سؤال : كيف يكون هذا تأثير القرآن لو أنزل على الجبال ولا تتأثر به القلوب ؟ وقد أجاب القرآن على ذلك فى قوله تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة ) البقرة 74 .
والقرآن كلام الله وصفة من صفاته ؛ فهو شاهد وإن لم يكن نصِّا .ومنها النص على أن الجبال ـ التى هى الحجارة ـ ليهبط من خشية الله ، قال تعالى : ( وإن من الحجارة لـَمَا يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية اللله ) البقرة 74 .
نعم ، قد تكون لحظات التجاوب والإنفعال والتأثر بالقرآن قليلة فى البداية ، ولكن الإستمرار على قراءة القرآن مع استحضار هذه النية ستكثر تلك اللحظات ، ويزداد بتلك القراءة الإيمان . قال تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذاتليت عليهم آياتهُ زادتهم إيمانا وعلى ربِّهم يتوكلون ) الأنفال 2 .
وبترديد االآية التى تؤثر فى القب تتولد فى داخل العبد طاقة ، عليه أن يُحْسن استغلالها بالبكاء والدعاء ، فإذا انقطع التجاوب والتأثر أكملنا تلاوتها بنفس الطريقة
منتظرين تجاوبا آخر مع آيات جديدة ، وبمرور الوقت ستزداد مساحة التأثر والتفاعل بالقرآن ، وتتبدد ظلمات العـَمَى ، وشيئا فشيئا يُضئ القلب بنور القرآن وتسرى فيه روحه ، ليختلط بلحمه ودمه ، ليصبح قلبا حيًّا رقيقا يقظا يدفع صاحبه دوما لفعل مايُرضى مولاه وترك ما يبغضه ؛ وبهذا يقوم القرآن بأهم دور له : ألا وهو قيادة الحياة ، وتصحيح طريق العبد إلى الله عزوجل من خلال زيادة الإيمان .
ونختم بهذه الآية الكريمة التى تظهر أثر استماع القرآن فى المؤمنين : فى قوله
تبارك و تعالى : ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرُّوا سُجَّدَا وبُكِيَّا ) مريم 58 .
( اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ) .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .
ـ قراءةالقرآن بقصد زيادة الإيمان5
لقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إنما الإيمان لَـيَخـْـلَــَقُ فى جَوْف أحدكم كما يَخلق الثـَّوب : ؛ فاسْألوا الله أن يُجَدِّد الإيمان فى قلوبكم " السلسلة الصحيحة 1585
وقال الله تعالى : ( وإذا ما أنزلت سُورَة ٌفمنهم مَن ْيقول أيّْكم زادَته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون ) التوبة 124.
وتجديد الإيمان يكون بالطاعات والأعمال الصالحات ، ومن بين هذه الطاعات التى يزداد بها الإيمان : قراءة القرآن ، بل هو من أهم وسائل زيادة الإيمان ، من خلال مواعظه البليغة ـ من الترهيب والترغيب ـ التى تجمع بين الخشوع والخوف من عذاب الله ورجاء رحمته ؛ فتستثير المشاعر وتؤججها ، فيحدث بذلك التجاوب بين الفكر والعاطفة ، أو بين القلب والعقل ، أى : جمع شعور القلب بالقرآن ، والعقل بفهم معانيه ، من خلال إحساس القلب بالمعانى وفهم العقل للآيات .
ففى القرآن العظيم سرٌّ خاص يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء ، قبل أن يبحث عن مواضيع الإعجاز فيها ، يشعر كأن شيئا ما وراء المعانى التى يدركها العقل من التعبير ، وأن هنالك عنصرا ما ينسكب فى الحِسِّ بمجرد الإستماع للقرآن ، يدركه بعض الناس واضحا ، ويدركه بعض الناس غامضا .
ولقد أثر القرآن فى جميع المخلوقات : أثر فى الملائكة ، أثر فى فى الجن ، فى البشر مؤمنهم وكافرهم ، بل لقد أثر فى الجبال والجمادات : ( يقول الحق عز وجل : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا مُتصدِّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) الحشر 21 .
قال ابن كثير : " يقول الحق سبحانه وتعالى معظما لأمر القرآن ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغى أن تخشع له القلوب وتتصدع عند سماعه ؛ لما فيه من الوعد الحق والوعيد الأكيد .
وقد ينشأ سؤال : كيف يكون هذا تأثير القرآن لو أنزل على الجبال ولا تتأثر به القلوب ؟ وقد أجاب القرآن على ذلك فى قوله تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة ) البقرة 74 .
والقرآن كلام الله وصفة من صفاته ؛ فهو شاهد وإن لم يكن نصِّا .ومنها النص على أن الجبال ـ التى هى الحجارة ـ ليهبط من خشية الله ، قال تعالى : ( وإن من الحجارة لـَمَا يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية اللله ) البقرة 74 .
نعم ، قد تكون لحظات التجاوب والإنفعال والتأثر بالقرآن قليلة فى البداية ، ولكن الإستمرار على قراءة القرآن مع استحضار هذه النية ستكثر تلك اللحظات ، ويزداد بتلك القراءة الإيمان . قال تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذاتليت عليهم آياتهُ زادتهم إيمانا وعلى ربِّهم يتوكلون ) الأنفال 2 .
وبترديد االآية التى تؤثر فى القب تتولد فى داخل العبد طاقة ، عليه أن يُحْسن استغلالها بالبكاء والدعاء ، فإذا انقطع التجاوب والتأثر أكملنا تلاوتها بنفس الطريقة
منتظرين تجاوبا آخر مع آيات جديدة ، وبمرور الوقت ستزداد مساحة التأثر والتفاعل بالقرآن ، وتتبدد ظلمات العـَمَى ، وشيئا فشيئا يُضئ القلب بنور القرآن وتسرى فيه روحه ، ليختلط بلحمه ودمه ، ليصبح قلبا حيًّا رقيقا يقظا يدفع صاحبه دوما لفعل مايُرضى مولاه وترك ما يبغضه ؛ وبهذا يقوم القرآن بأهم دور له : ألا وهو قيادة الحياة ، وتصحيح طريق العبد إلى الله عزوجل من خلال زيادة الإيمان .
ونختم بهذه الآية الكريمة التى تظهر أثر استماع القرآن فى المؤمنين : فى قوله
تبارك و تعالى : ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرُّوا سُجَّدَا وبُكِيَّا ) مريم 58 .
( اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ) .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .