مثالية الفكر والواقع
أمّا ما يتصوّر أنّ الواقع لا مثالية له، وإنّما الفكر له مثالية، فهذا غير صحيح، وقد شبهوا لذلك بالإنسان الذي لا يدرك أنّ وراءه أفعى، فإنّ عدم إدراكه، سبب لعدم تحرّكه، وعدم فراره، بينما الإنسان الذي يدرك أنّ وراءه أفعى، يفرّ وإن لم تكن الأفعى واقعاً موجودة. فقول بعضهم حيث قال: أنا أقول على المنضدة التي أكتب عليها إنّها توجد، أي إني أراها وأحسّها، وعندما يقال إنّ هناك رائحة، فالمقصود أنّها تشمّ، وأن هناك صوتاً، فالمقصود أنّه يسمع؛ غير صحيح.
الإدراك وعلاقته بالواقع
وقد أشكل الحسّيون على انفصال الواقع عن الإدراك بقولهم: إنّ وجود الأشياء غير المفكّر فيها وجودٌ مطلقٌ دون أيّة صلّة بكونها مدركة، فذلك ما يتصور على الإطلاق، فوجود الأشياء هو كونها مدركة بإحدى الحواس الخمس من بصر، وسمع، وشمّ، وذوق، ولمس.
أقول: وهذا الكلام خلط واضح بين الإدراك وبين الواقع، فالواقع واقع أُدْرِكَ أو لـَمْ يُـدْرَكْ. والمُـدْرَكُ مـُدْرَكٌ قـد يكـون واقعـاً وقـد لا يكون واقعاً، وإن اسـتدلّ بهذا بعض الإسلاميين من خلال الآية الكريمة: ((وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ))(125)، مع أنّهم كانوا يقولون: إنّك لرسول الله، ورسول الله (ص) واقع، ولكن حيث لم يدركوه، قيل: إنَّهم كاذبون.
لكن أجيب عن ذلك(126) بأنّ المراد بكذبهم أنّهم لا يقولون ذلك عن عمق وعقيدة والتزام، لا أنّهم كاذبون بالمعنى المصطلح للكذب، حيث لم يكن رسول الله (ص) في نظرهم رسولاً، ولذا تداركه الله سبحانه وتعالى بقوله: ((وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ)) (127).
والحاصل أنّ هناك ثلاثة أشياء:
1. الواقع الذي يسمّى بالحقّ.
2. الإدراك
3. الوثيقة التاريخية.
فقـد تكـون الوثيقـة التاريخيـة التي ندركهـا واسطـة للوصـول إلـى الواقع، وقد لا تكون واسطة، فالوثيقة قد تكون طريقاً، وقد لا تكون طريقاً، حالها حال المقدّمة التي قد تكون موصلة، وقد لا تكون موصلة، فالتاريخ كما هو سواء كان حادثاً أو غير حادث، كقولنا: إنّ الله لا شريك له، فإنّ ذلك ليس بحاجة بل هو حقيقة إذا عرفناها، فقـد وجدنا السبيل إلى معرفته، فإنّ السلب يعرف كما أنّ الإيجاب يعرف، فأمّا الذي لا يقول ذلك فإنّه يتكلّم حول المعرفة واللامعرفة، والذهن واللاذهن.
نعـم، يترتّب علـى المعرفة واللامعرفة، الثواب والعقاب، ولذا قال رسول الله (ص): (رُفع ما لا يعلمون)(128)، فليس المراد بالرفع مطلقاً، بل الرفع في الجملة الذي منها رفع العقاب قطعاً، إذا لم يكن مقصِّراً بالمقدّمات، سواء كان عقاباً دنيوياً أو أخروياً.
نعم، يمكن أن يكون هناك أثر القضاء، والكفّارة، وما أشبه ذلك، كمن لا يعلم بخروج الوقت عن قريب، فلا يصلّي لا أنّه يريد العصيان، وإنّما يريد الصلاة بعد ساعة، بينما هو جاهل بأنه بعد ساعة يخرج الوقت، أو بعض أقسام كفّارات الحجّ أو ما أشبه ذلك.
مثالية الفكر والواقع
أمّا ما يتصوّر أنّ الواقع لا مثالية له، وإنّما الفكر له مثالية، فهذا غير صحيح، وقد شبهوا لذلك بالإنسان الذي لا يدرك أنّ وراءه أفعى، فإنّ عدم إدراكه، سبب لعدم تحرّكه، وعدم فراره، بينما الإنسان الذي يدرك أنّ وراءه أفعى، يفرّ وإن لم تكن الأفعى واقعاً موجودة. فقول بعضهم حيث قال: أنا أقول على المنضدة التي أكتب عليها إنّها توجد، أي إني أراها وأحسّها، وعندما يقال إنّ هناك رائحة، فالمقصود أنّها تشمّ، وأن هناك صوتاً، فالمقصود أنّه يسمع؛ غير صحيح.
الإدراك وعلاقته بالواقع
وقد أشكل الحسّيون على انفصال الواقع عن الإدراك بقولهم: إنّ وجود الأشياء غير المفكّر فيها وجودٌ مطلقٌ دون أيّة صلّة بكونها مدركة، فذلك ما يتصور على الإطلاق، فوجود الأشياء هو كونها مدركة بإحدى الحواس الخمس من بصر، وسمع، وشمّ، وذوق، ولمس.
أقول: وهذا الكلام خلط واضح بين الإدراك وبين الواقع، فالواقع واقع أُدْرِكَ أو لـَمْ يُـدْرَكْ. والمُـدْرَكُ مـُدْرَكٌ قـد يكـون واقعـاً وقـد لا يكون واقعاً، وإن اسـتدلّ بهذا بعض الإسلاميين من خلال الآية الكريمة: ((وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ))(125)، مع أنّهم كانوا يقولون: إنّك لرسول الله، ورسول الله (ص) واقع، ولكن حيث لم يدركوه، قيل: إنَّهم كاذبون.
لكن أجيب عن ذلك(126) بأنّ المراد بكذبهم أنّهم لا يقولون ذلك عن عمق وعقيدة والتزام، لا أنّهم كاذبون بالمعنى المصطلح للكذب، حيث لم يكن رسول الله (ص) في نظرهم رسولاً، ولذا تداركه الله سبحانه وتعالى بقوله: ((وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ)) (127).
والحاصل أنّ هناك ثلاثة أشياء:
1. الواقع الذي يسمّى بالحقّ.
2. الإدراك
3. الوثيقة التاريخية.
فقـد تكـون الوثيقـة التاريخيـة التي ندركهـا واسطـة للوصـول إلـى الواقع، وقد لا تكون واسطة، فالوثيقة قد تكون طريقاً، وقد لا تكون طريقاً، حالها حال المقدّمة التي قد تكون موصلة، وقد لا تكون موصلة، فالتاريخ كما هو سواء كان حادثاً أو غير حادث، كقولنا: إنّ الله لا شريك له، فإنّ ذلك ليس بحاجة بل هو حقيقة إذا عرفناها، فقـد وجدنا السبيل إلى معرفته، فإنّ السلب يعرف كما أنّ الإيجاب يعرف، فأمّا الذي لا يقول ذلك فإنّه يتكلّم حول المعرفة واللامعرفة، والذهن واللاذهن.
نعـم، يترتّب علـى المعرفة واللامعرفة، الثواب والعقاب، ولذا قال رسول الله (ص): (رُفع ما لا يعلمون)(128)، فليس المراد بالرفع مطلقاً، بل الرفع في الجملة الذي منها رفع العقاب قطعاً، إذا لم يكن مقصِّراً بالمقدّمات، سواء كان عقاباً دنيوياً أو أخروياً.
نعم، يمكن أن يكون هناك أثر القضاء، والكفّارة، وما أشبه ذلك، كمن لا يعلم بخروج الوقت عن قريب، فلا يصلّي لا أنّه يريد العصيان، وإنّما يريد الصلاة بعد ساعة، بينما هو جاهل بأنه بعد ساعة يخرج الوقت، أو بعض أقسام كفّارات الحجّ أو ما أشبه ذلك.
يسلموووو على الموضوع و النشاط الرائع
ودي
يسآـموَ بسآمَ ع آلـمرور آلإنيق
مثالية الفكر والواقع
يسآـمو خيو
سلمت .. ودام ابداعك
منورٍ حَبي محمَد
يسآـموَ ميسوٍ مروركَ رآئعَ
يسلموو الاياادي
نورٍتي متصفحيَ إميرةةَ
وَدي (~..,