تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حلقةَ بحثَ قصيرةَ التعليل الظاهري والباطني

حلقةَ بحثَ قصيرةَ التعليل الظاهري والباطني

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين

التعليل الظاهري والباطني
مسألة: مـن يريد معرفـة فلسفـة التاريخ، واكتشاف الروح العامة، يجب عليه معـرفة التعليـل الباطنـي، ولا يكتفي بالتعليل الظاهـري، فإنّ التعليلات الظاهريـة لا تكفـي لكشف الـروح العامّـة، وإنّمـا الذي يكشـف الـروح العامـة هو التعليلات الباطنية، بأن ينظر إلى ما وراء أحداث التاريخ والأسباب الواقعية.
مثلاً: هـارون العبّاسي ذهب إلـى خراسان لأجل الاصطياف، هذا كـان ظاهر الأمر، أمّا باطن الأمر هـو رغبته فـي إخماد الفتن التي نشبت هناك مـن جرّاء أخذ علي بن ماهان(150) حاكمه في خراسان الضرائب المرهقة التي سببّت هيجان الناس ومن ثمّ الثورة(151). وهكذا في كثير من الأمور علل ظاهرية وعلل باطنية، والعلل الظاهرية بمفردها لا تتمكّن من كشف الروح العامة وفلسفة التاريخ.

ومن الواضح أنّ التعليل التاريخي بحاجة إلى جملة من العلوم كالمنطق، والحكمـة، والأصول المصطلـح فـي أصـول الفقـه، والحساب، ومـا أشبه ذلك، فإنّ اكتشـاف الـروح العامـة بحاجـة إلى هذه الأمـور. ومنـه يعلـم أنّـه لا يراد بالفلسفـة هنـا الفلسفـة عنـد الفلاسفـة الحكمـاء كابـن سينا، والفارابي(152)، وقبل ذلك أرسطو، وبعد ذلك الحاج السبزواري(153)، والملاّ صدرا(154)، ومن أشبههم، بل المراد بالفلسفة هنا الأعمّ من وجه والأخص بالوجه من الفلسفة المصطلحة.

5 أفكار بشأن “حلقةَ بحثَ قصيرةَ التعليل الظاهري والباطني”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.