تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سُنَّة التفاعل مع القرآن

سُنَّة التفاعل مع القرآن

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

[CENTER]

القرآن رسالة من الله إلى عباده؛ وينبغي للمسلم أن يستوعب ذلك عند قراءته لهذه الرسالة؛ قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء: 82]؛ لهذا كان من ط³ظڈظ†ظ‘ظژط© رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتفاعل مع ما يقرأ من القرآن، وما أروع أن نُتابع وصف حذيفة رضي الله عنه لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ. فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً؛ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ..". وهذا هو المقصود من ط³ظڈظ†ظ‘ظژط© ط§ظ„طھظپط§ط¹ظ„ مع القرآن.

وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَانَ إِذَا قَرَأَ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، قَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى".

وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ رحمه الله، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40]، قَالَ: "سُبْحَانَكَ". فَبَكَى، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ "سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
وروى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا، فَقَالَ: "لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: {فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] قَالُوا: لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ".
فهكذا ينبغي أن يكون تفاعلنا مع القرآن.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

د.راغب السرجاني

[/CENTER]

2 فكرتين بشأن “سُنَّة التفاعل مع القرآن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.