الحمد لله قاصمِ الجبابِرةِ قَهرًا،
وكاسِر الأكاسِرة جبرًا، أحمده وقد أوسَعَ للمذنبِين عفوًا، وأجزل للمطيعين أجرًا،
وتفضل على سائر خلقِه إنعامًا وبرًّا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،فاهت الألسُن بحمده شكرًا،
ولهجت به تسبيحًا وذكرًا، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله،
من صلّى عليه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرًا،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه
صلاةً تترى وسلامًا يبقَى.
آآه يـــــا قلبي مــــا أقساك !!
في تلك الليـلة المظلمة ، جلس ذلك القـلب المتعب من هموم الحـياة وغمـومها ..
جلس وقد أضناه الهـم .. وأرّقه الغـم ..
جلس طويلا يفـكر في حاله ويتأمل ما آلت إليه نفسه ..
ثم هتف قائلا : يا ترى أهكذا كل البشر تكالبت على قلوبهم الهموم فأرّقت نومهم وأسهرتهم الليالي الطوال ؟؟كلا .. كلا ..فأنا أرى هناك من يبتسم ويضحك .. وهو في سعادة لا مثيل لها ..
آه ..آه .. لقد تعبت من كثرة التفكير .. رحـمـاك يا مـولاي ..
رفع ذلك القلب المكلوم بصره إلى السماء.. وقد بلغ به الهم منتهاه .. وسدت أمام ناظريه جميع الأبواب ..
.. يا إلهي .. طرقت كل الأبواب فسدت في وجهي وها أنا ألوذ ببابك .. فلا تخيب رجائي ..
أطرق رأسه قليلا .. ثم تذكر تلك المعاصي التي اقترفها .. والسيئات التي اجترحها ..
كم بارزت ربي بالعصيان ؟؟
والجحود والنكران ؟؟
كم فرطت في جنب الله ؟؟
ينعم عليّ بالليل والنهار ولا أبالي !!
يا رب عدت إليك فألهمني طريق الصواب ..
يا رب ها أنا أقبل على كتابك العظيم لأتلوه بالليل والنهار فاغفر لي ذنوبا حالت بيني وبين كتابك ..
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53
الاستغفار في القرآن
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعَشِيّ وَالإِبْكارِ} [غافر: 55]
{لِلَّذينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ خالِدِينَ فِيها وأزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ بَصِيرٌ بالعِبادِ، الَّذينَ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بالأسحَارِ} [آل عمران:15ـ17]
{وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كان فيهم أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار)
{وَالَّذينَ إذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ، وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 110]
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10- 12].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدرّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
الاستغفار في السنة
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)) رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإن عاد زيد فيه، حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}[المطففين:14])أخرجه الترمذي قال حديث حسن صحيح ..
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)).أخرجه البخاري
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: ((رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)) أخرجه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أنه له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفر لك))، قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة: ((اعمل ما شئت)).رواه مسلم
قال القرطبي: "يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه، لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارناً للسان لينحل به عقد الإصرار ويحصل معه الندم، فهو ترجمة للتوبة"
الحمد لله قاصمِ الجبابِرةِ قَهرًا،
وكاسِر الأكاسِرة جبرًا، أحمده وقد أوسَعَ للمذنبِين عفوًا، وأجزل للمطيعين أجرًا،
وتفضل على سائر خلقِه إنعامًا وبرًّا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،فاهت الألسُن بحمده شكرًا،
ولهجت به تسبيحًا وذكرًا، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله،
من صلّى عليه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرًا،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه
صلاةً تترى وسلامًا يبقَى.
آآه يـــــا قلبي مــــا أقساك !!
في تلك الليـلة المظلمة ، جلس ذلك القـلب المتعب من هموم الحـياة وغمـومها ..
جلس وقد أضناه الهـم .. وأرّقه الغـم ..
جلس طويلا يفـكر في حاله ويتأمل ما آلت إليه نفسه ..
ثم هتف قائلا : يا ترى أهكذا كل البشر تكالبت على قلوبهم الهموم فأرّقت نومهم وأسهرتهم الليالي الطوال ؟؟كلا .. كلا ..فأنا أرى هناك من يبتسم ويضحك .. وهو في سعادة لا مثيل لها ..
آه ..آه .. لقد تعبت من كثرة التفكير .. رحـمـاك يا مـولاي ..
رفع ذلك القلب المكلوم بصره إلى السماء.. وقد بلغ به الهم منتهاه .. وسدت أمام ناظريه جميع الأبواب ..
.. يا إلهي .. طرقت كل الأبواب فسدت في وجهي وها أنا ألوذ ببابك .. فلا تخيب رجائي ..
أطرق رأسه قليلا .. ثم تذكر تلك المعاصي التي اقترفها .. والسيئات التي اجترحها ..
كم بارزت ربي بالعصيان ؟؟
والجحود والنكران ؟؟
كم فرطت في جنب الله ؟؟
ينعم عليّ بالليل والنهار ولا أبالي !!
يا رب عدت إليك فألهمني طريق الصواب ..
يا رب ها أنا أقبل على كتابك العظيم لأتلوه بالليل والنهار فاغفر لي ذنوبا حالت بيني وبين كتابك ..
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53
الاستغفار في القرآن
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعَشِيّ وَالإِبْكارِ} [غافر: 55]
{لِلَّذينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ خالِدِينَ فِيها وأزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ بَصِيرٌ بالعِبادِ، الَّذينَ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بالأسحَارِ} [آل عمران:15ـ17]
{وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كان فيهم أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار)
{وَالَّذينَ إذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ، وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 110]
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10- 12].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدرّ لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
الاستغفار في السنة
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)) رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإن عاد زيد فيه، حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}[المطففين:14])أخرجه الترمذي قال حديث حسن صحيح ..
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)).أخرجه البخاري
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: ((رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)) أخرجه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أنه له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفر لك))، قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة: ((اعمل ما شئت)).رواه مسلم
قال القرطبي: "يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه، لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارناً للسان لينحل به عقد الإصرار ويحصل معه الندم، فهو ترجمة للتوبة"
استغفرك ربي واتوب اليك
أقوال العلماء في الاستغفار
1 – يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).
2 – قالت عائشة رضي الله عنها: ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ). 3 –
3قال قتادة: ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ). 4 – قال أبو المنهال: ( ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).
5 – قال الحسن: ( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ). 6 – قال أعرابي: ( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.
صيغ الاستغفار
– سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ). 2 –
2 أستغفر الله
.
3 – رب اغفر لي. 4 –
4 ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
5 – ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
6 – ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك،وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).
7 – ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).
أوقات الاستغفار
الاستغفار مشروع في كل وقت:/
ولكنه يجب عند فعل الذنوب
ويستحب بعد الأعمال الصالحة:/
كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة ، وكالاستغفار بعد الحج وغير ذلك.
ويستحب أيضاً في الأسحار، لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار
سئل ابن تيمية رحمه الله أيهما أنفع للعبد الإستغفار أم التسبيح ؟؟؟
فأجاب : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع , وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !!
فالتسبيح بخور الأصفياء والإستغفار صابون العصاة .
ثمار الاستغفار
1 – أنه طاعة لله عز وجل.
2 – أنه سبب لمغفرة الذنوب: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً" [نوح:10].
3 – نزول الأمطار" يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً " [نوح:11].
4 – الإمداد بالأموال والبنين "وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " [نوح:12].
5 – دخول الجنات "وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ" [نوح:12].
6 – زيادة القوة بكل معانيها "وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " [هود:52].
7 – المتاع الحسن "يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً " [هود:3].
8 – دفع البلاء " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " [الأنفال:33].
9 – وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله "وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " [هود:3].
10 – العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.
– الاستغفار سبب لنزول الرحمة " لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "[النمل:46].
12 – وهو كفارة للمجلس.
13 – وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.
قصص عن الاستغفار
(مقاطع صوتية )
قصة توبة الغامدية
قصة توبة دينار
استغفار وتوبة
التوبة : تتضمن أمراً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، فالندم على الماضي والإقلاع عن الذنب في الحاضر والعزم على عدم العودة في المستقبل .
والاستغفار : طلب المغفرة ، وأصله : ستر العبد فلا ينفضح ، ووقايته من شر الذنب فلا يًعاقب عليه ، فمغفرة الله لعبده تتضمن أمرين : ستره فلا يفضحه ، ووقايته أثر معصيته فلا يؤاخذ عليها ،
وبهذا يعلم أن بين الاستغفار والتوبة فرقاً ، فقد يستغفر العبد ولم يتب كما هو حال كثير من الناس ، لكن التوبة تتضمن الاستغفار ..
وأغلق الباب
أخرج الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في "صحيحه من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ”إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر“.
بعد أن تطلع الشمس من مغربها فإن الناس قد قامت عليهم الحجة النهائية في هذه الدنيا، ومن هنا لا تقبل التوبة ممن كان حياً قبل مطلع الشمس من مغربها،
والله سبحانه وتعالى يقول: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُون}َ [الأنعام:158]
وانتهى المطاف
فعلى كل-مذنب -وكلنا مذنبون-
أن يستيقظ من غفلته، و يفيق من سباته ونومه، ويبادر إلى التوبة ؛
لأنه لا يدري متى يفاجئه الموت، قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}..[سورة لقمان: 34]
فأين من أسرف على نفسه بالمعاصي ؟ وأين من تخفى عن أعين الناس ليعص الخالق ؟ وأين من يرتكب الكبائر ليل نهار؟ وأين من يجاهر الله بالذنوب والمعاصي؟ وأين من أعلن الحرب مع الله بأكله للربا؟ وأين من أغواه الشيطان بتتبع النساء؟ وأين من أغواه الشيطان وجعلها تفتن الشباب؟ أين نحن جميعاً من التوبة إلى الله، وإعلان الرجوع إليه؟
فإنه سبحانه يقبل توبة التائبين، ويغفر زلة المستغفرين، ويقبل من رجع إليه بصدق ويقين. .
للأمانة منقول للفائدة
استغفر الله واتوب اليه <<<
وحيــــــــــاكم الله