تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ﴾

مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ﴾

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”. أي أن الخير مرتبط بالخيل إلى يوم القيامة. ومادام يوم القيامة لم يأت بعد، إذن لا يزال الخير معقود بنواصي الخيل حتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم.




وطالما أن الخير لا يزال مرتبطا بالخيل إلى يومنا هذا، فلابد أن نسأل أنفسنا، ما هو هذا الخير المرتبط بالخيل؟ وكيف يمكننا أن نجني فوائد هذا الخير المرتبط بالخيل، والذي لا يزال مفعوله ساريا إلى يوم القيامة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.


والحقيقة أن المتأمل في شأن الخيل، يجد بالفعل أن الخير مرتبط بها وحولها. ولا يدرك هذه الحقيقة إلا من تعامل مع الخيل لمدة طويلة. أما من سمع عن الخيل فقط، أو تعامل معها لمدد قصيرة، فلن يشعر بشيء ولن يفهم ما هو الخير المرتبط بالخيل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.




باديء ذي بدء نقول، أنه طالما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال أن الخيل مرتبط بها الخير، فقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله، فلابد أن نوقن أولا بصدق الحديث الشريف وخاصة أن مفعوله لا يزال ساريا طالما أن يوم القيامة لم يأت بعد. وأعني مفعول الخير بالطبع. ولكن، ما هو هذا الخير المرتبط بالخيل؟

وسنحاول من خلال هذا الموضوع أن نستكشف سويا بعض جوانب هذا الخير العام العميم المرتبط بالخيل.





الأخلاق الحميدة، والتي كثيرا ما نفتقدها في حياتنا. فالحياة بالقرب من الخيل، وخاصة ركوبها، تعلم الفارس أخلاقا لطالما عرفت على مر العصور باسم أخلاق الفرسان. والحقيقة أننا نسمع كثيرا عن أخلاق الفرسان، وأخلاق الفروسية، وأخلاق الفارس وما إلى هنالك من هذه الصفات. وكلمة أخلاق الفرسان تعطي انطباعا عاما عن جميع الأخلاق والصفات الحميدة، من الكرم والمروءة والشهامة والشجاعة والعفة والالتزام بالوعد والدقة والجدية والصرامة والرأفة والنجدة ومساعدة الآخرين والزهد وغير ذلك من الصفات الحميدة التي نفتقدها. فهل سألنا أنفسنا يوما لماذا سميت هذه الأخلاق الحميدة باسم أخلاق الفرسان؟


أليس الفارس هو الذي يركب الخيل ويصاحبها ولا يفارقها؟ هل يوجد فارس بلا جواد؟ وإن وجد فهو من باب الخيال والمجاز. الفارس هو الذي يركب الخيل ويتعامل معها. وليس كل من يركب الخيل فارس، ولا أتصور وجود فارس حقيقي لم يسبق له التعامل مع الخيل في يوم من الأيام.


أما إطلاق لقب فارس على صاحب الأخلاق الحميدة، فهو لقب نسبي كثيرا، وإن كان يمتلك أخلاقا حميدة، أما الفارس الحقيقي فهو الذي يتعامل مع الخيل على الحقيقة. وكما قلنا، ليس كل من يركب الخيل فهو فارس حقيقي، فالأمر يحتاج إلى تفصيل.


ونعود ونكرر مرة أخرى، أخلاق الفرسان تكتسب من العلاقة بالخيل. ولا يوجد على وجه الأرض أخلاق فرسان حقيقية بلا تعامل مع الخيل.


3 أفكار بشأن “مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ﴾”


  1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بااارك الله فيك وجزاك خيرا
    على الانتقاء الرائع
    في ميزان حسناتك باذنه تعالى
    ودي وتقديري



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.