حوار مع الأديبة السورية ليلى مقدسي تقول حول ط§ظ„ط£ط¯ط¨ النسائي:
هناك من يفصل بين ط§ظ„ط£ط¯ط¨ ط§ظ„ظ†ط³ط§ط¦ظٹ والأدب ألذكوري ، هل هناك ضرورة لهذا الفصل ؟
– الكاتب المبدع إنسان سواء كان رجلا أم امرأة ، وهو يعيش مع القارئ تجربة حية من المعاني والكلمة واللغة والانفعال ، فالمبدع يحول التجربة الكبيرة إلى تجربة صغيرة على الورق وبما أن المبدع إنسان ، فالمعاناة هي المعاناة ، والاضطهاد هو الاضطهاد ، فالنسيج الإنساني واحد ، ولكن المرآة محكومة بالعادات والتقاليد وسلطة الذكورة ( أب ، أخ ، زوج ) ولا تتحرر المرآة إلا إذا تحرر المجتمع ككل ، وهذا القمع على مر العصور حرمها من العلم والثقافة والإطلاع والمعرفة وكأنها في زنزانة معتمة ، كما أن وظيفة المرآة التي مارستها مرغمة ( البيت ومتطلبات الأسرة والإنجاب ) نمّت لديها موهبة القلب وشغلتها عن حصاد العقل ، لأن طاقتها سُجنت أو سُخّرت فقط للرجل والأولاد والأسرة ، ومنعتها من الانطلاق في حقول المعرفة والإبداع ، وسلبت منها حقوقها ومنعت حرية روحها وأفكارها واختيارها ، ورزحت تحت ظلم الجهل والتخلف . وحين بدأت تتحرر بالعلم ، وهو سلاحها للعمل وليس للإبداع ، فالشهادة لا تعني الثقافة والوعي والمعرفة ، لذلك انعكست معاناتها على كتابتها وفتحت جروح ذاتها ، فكيف تستطيع أن تكتب وحريتها مكبلة ؟ من هنا كانت انطلاقة الرجل أوسع لأنه أكثر حرية وأكثر انطلاقا ، ولا أستطيع اتهام الرجل وحده بهذا الظلم ، إنما هناك عوامل بيئية واجتماعية وتقاليد وأصولية ساهمت في عذاب المرآة . ولا تبدأ حرية المرآة إلا بعدالة الرجل مع ذاته ، مع الآخرين ، ومع المرآة …..
– هل يستطيع المبدع أن يتفهم المرآة وينصفها ؟؟
– المبدع الحقيقي يتجاوز برؤيته الثاقبة مفهوم الرجل والمرآة ، ويعبر عن الإنسان … ألم يستطع الشاعر نزار قباني أن يتغلغل إلى أحاسيس المرآة ويعبر عنها ويشجعها على حريتها وحقوقها كإنسان ؟؟؟ ألم يقل لها :
– " ثوري أحبك أن تثوري / ثوري على شرق السبايا والتكايا والبخور /ثوري على التاريخ / ثوري على الوهم الكبير / ثوري على شرق يراك / وليمة فوق السرير " ألم يقل " توفيق عواد ": " الحرية التي أطلبها للمرآة هي حرية الحب ، حرية أن تقول هي للرجل أحبك دون أن تخشى شيئاً ، وأريد أن نرد جسد الأنثى إليها ، فهو حتى الآن ملك الأعراف والتاريخ ، والمؤسسات الدينية والدنيوية ، لأن الرجل الشرقي يربط كل أخلاقياته بجسد المرآة لا بأخلاقياته هو ، فهو مباح له كل شيء ويبقى أطهر من ماء السماء حتى يعثر في درج أخته على رسالة حب فيشدها من ضفائرها كالدجاجة ، ويلقي قصيدة شعر أمام قاضي التحقيق " .
وقد عبر عن اضطهاد المرآة أيضاً ، الأديب طه حسين في " دعاء الكروان" ، وإحسان عبد القدوس في " لا أنام " محمد عبد الحليم عبدا لله في " الطريق المسدود " ، ومن الآداب العالمية التي تناولت موضوع اضطهاد المرآة أيضاً حوتيه " الآم فارتر " ، تولستوي " آنا كارنينا " ، دوستوفيسكي " فدلون مهانون " ، والأمثلة كثيرة فالمبدع الانساني يحس بالذات المعذبة ويعبر عنها .
– يقال أن الثرثرة مرضاً يصيب المرآة لذلك تكتب الرواية أو القصة ، فما رأيك ؟
– هذا القول بعيد عن الواقع، الثرثرة في مجتمعنا مرض اجتماعي يصيب الرجل والمرآة حين يكون الفكر محدوداً ، ومساحة الوعي والثقافة مغلقة ، وهذا ينبع من التربية الخاطئة من البيئة ، والإنسان العربي يحب الفضول والتطفل على حياة الآخر والتدخل في أموره الخاصة والعامة . وهذه المشكلة تنبع من المجتمع العشائري ، ومن الفراغ الذهني لأن الإنسان لم يتعود أن ينشغل بأمور هامة ولا نكتفي بالثرثرة بل بالتأويل الخاطئ ، والتفسير السيء والملون بالخداع والكذب والنميمة والافتراء لأننا لم نتعود على احترام حرية الآخر وحرية أفكاره ومعتقداته وهذا ينعكس على المجتمع ككل ولا يساهم في تطوره وما اقتراب المرآة من الرواية آلا لأنها أسهل تعبيراً عما تقاسيه وما كان يمارس عليها من المسكنات الاجتماعية والتقاليد والممارسات الخاطئة لذلك وجدت في الرواية حصناً للدفاع عن حقوقها وتوصيل معاناتها وهمومها إلى العالم .
تحياتي للجميع
حوار مع الأديبة السورية ليلى مقدسي تقول حول ط§ظ„ط£ط¯ط¨ النسائي:
هناك من يفصل بين ط§ظ„ط£ط¯ط¨ ط§ظ„ظ†ط³ط§ط¦ظٹ والأدب ألذكوري ، هل هناك ضرورة لهذا الفصل ؟
– الكاتب المبدع إنسان سواء كان رجلا أم امرأة ، وهو يعيش مع القارئ تجربة حية من المعاني والكلمة واللغة والانفعال ، فالمبدع يحول التجربة الكبيرة إلى تجربة صغيرة على الورق وبما أن المبدع إنسان ، فالمعاناة هي المعاناة ، والاضطهاد هو الاضطهاد ، فالنسيج الإنساني واحد ، ولكن المرآة محكومة بالعادات والتقاليد وسلطة الذكورة ( أب ، أخ ، زوج ) ولا تتحرر المرآة إلا إذا تحرر المجتمع ككل ، وهذا القمع على مر العصور حرمها من العلم والثقافة والإطلاع والمعرفة وكأنها في زنزانة معتمة ، كما أن وظيفة المرآة التي مارستها مرغمة ( البيت ومتطلبات الأسرة والإنجاب ) نمّت لديها موهبة القلب وشغلتها عن حصاد العقل ، لأن طاقتها سُجنت أو سُخّرت فقط للرجل والأولاد والأسرة ، ومنعتها من الانطلاق في حقول المعرفة والإبداع ، وسلبت منها حقوقها ومنعت حرية روحها وأفكارها واختيارها ، ورزحت تحت ظلم الجهل والتخلف . وحين بدأت تتحرر بالعلم ، وهو سلاحها للعمل وليس للإبداع ، فالشهادة لا تعني الثقافة والوعي والمعرفة ، لذلك انعكست معاناتها على كتابتها وفتحت جروح ذاتها ، فكيف تستطيع أن تكتب وحريتها مكبلة ؟ من هنا كانت انطلاقة الرجل أوسع لأنه أكثر حرية وأكثر انطلاقا ، ولا أستطيع اتهام الرجل وحده بهذا الظلم ، إنما هناك عوامل بيئية واجتماعية وتقاليد وأصولية ساهمت في عذاب المرآة . ولا تبدأ حرية المرآة إلا بعدالة الرجل مع ذاته ، مع الآخرين ، ومع المرآة …..
– هل يستطيع المبدع أن يتفهم المرآة وينصفها ؟؟
– المبدع الحقيقي يتجاوز برؤيته الثاقبة مفهوم الرجل والمرآة ، ويعبر عن الإنسان … ألم يستطع الشاعر نزار قباني أن يتغلغل إلى أحاسيس المرآة ويعبر عنها ويشجعها على حريتها وحقوقها كإنسان ؟؟؟ ألم يقل لها :
– " ثوري أحبك أن تثوري / ثوري على شرق السبايا والتكايا والبخور /ثوري على التاريخ / ثوري على الوهم الكبير / ثوري على شرق يراك / وليمة فوق السرير " ألم يقل " توفيق عواد ": " الحرية التي أطلبها للمرآة هي حرية الحب ، حرية أن تقول هي للرجل أحبك دون أن تخشى شيئاً ، وأريد أن نرد جسد الأنثى إليها ، فهو حتى الآن ملك الأعراف والتاريخ ، والمؤسسات الدينية والدنيوية ، لأن الرجل الشرقي يربط كل أخلاقياته بجسد المرآة لا بأخلاقياته هو ، فهو مباح له كل شيء ويبقى أطهر من ماء السماء حتى يعثر في درج أخته على رسالة حب فيشدها من ضفائرها كالدجاجة ، ويلقي قصيدة شعر أمام قاضي التحقيق " .وقد عبر عن اضطهاد المرآة أيضاً ، الأديب طه حسين في " دعاء الكروان" ، وإحسان عبد القدوس في " لا أنام " محمد عبد الحليم عبدا لله في " الطريق المسدود " ، ومن الآداب العالمية التي تناولت موضوع اضطهاد المرآة أيضاً حوتيه " الآم فارتر " ، تولستوي " آنا كارنينا " ، دوستوفيسكي " فدلون مهانون " ، والأمثلة كثيرة فالمبدع الانساني يحس بالذات المعذبة ويعبر عنها .
– يقال أن الثرثرة مرضاً يصيب المرآة لذلك تكتب الرواية أو القصة ، فما رأيك ؟
– هذا القول بعيد عن الواقع، الثرثرة في مجتمعنا مرض اجتماعي يصيب الرجل والمرآة حين يكون الفكر محدوداً ، ومساحة الوعي والثقافة مغلقة ، وهذا ينبع من التربية الخاطئة من البيئة ، والإنسان العربي يحب الفضول والتطفل على حياة الآخر والتدخل في أموره الخاصة والعامة . وهذه المشكلة تنبع من المجتمع العشائري ، ومن الفراغ الذهني لأن الإنسان لم يتعود أن ينشغل بأمور هامة ولا نكتفي بالثرثرة بل بالتأويل الخاطئ ، والتفسير السيء والملون بالخداع والكذب والنميمة والافتراء لأننا لم نتعود على احترام حرية الآخر وحرية أفكاره ومعتقداته وهذا ينعكس على المجتمع ككل ولا يساهم في تطوره وما اقتراب المرآة من الرواية آلا لأنها أسهل تعبيراً عما تقاسيه وما كان يمارس عليها من المسكنات الاجتماعية والتقاليد والممارسات الخاطئة لذلك وجدت في الرواية حصناً للدفاع عن حقوقها وتوصيل معاناتها وهمومها إلى العالم .
تحياتي للجميع