تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى

وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين

( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ( 55 ) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ( 56 ) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ( 57 ) )

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى ) الْقُرْآنُ وَالْإِسْلَامُ وَالْبَيَانُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقِيلَ : إِنَّهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ( وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ) يَعْنِي سُنَّتَنَا فِي إِهْلَاكِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا .

وَقِيلَ : إِلَّا طَلَبَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ مِنْ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ كَمَا قَالُوا : " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ( الْأَنْفَالِ – 32 ) .

( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ : عَيَانًا مِنَ الْمُقَابَلَةِ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : فَجْأَةً ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ : ( قُبُلًا ) بِضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ ، جَمْعُ قَبِيلٍ أَيْ : أَصْنَافُ الْعَذَابِ نَوْعًا نَوْعًا . ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ ) وَمُجَادَلَتُهُمْ قَوْلُهُمْ : " أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا " ( الْإِسْرَاءِ – 94 ) . " لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " ( الزُّخْرُفِ – 31 ) وَمَا أَشْبَهَهُ ( لِيُدْحِضُوا ) لِيُبْطِلُوا ( بِهِ الْحَقَّ ) وَأَصْلُ الدَّحْضِ الزَّلَقُ يُرِيدُ لِيُزِيلُوا بِهِ الْحَقَّ ( وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ) فِيهِ إِضْمَارٌ يَعْنِي وَمَا أُنْذِرُوا بِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ هُزُوًا أَيِ اسْتِهْزَاءً . ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ ) وُعِظَ ( بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ) تَوَلَّى عَنْهَا وَتَرَكَهَا وَلَمْ يُؤْمِنْ [ ص: 183 ] بِهَا ( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) أَيْ : مَا عَمِلَ مِنَ الْمَعَاصِي مِنْ قَبْلُ ( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ) أَغْطِيَةً ( أَنْ يَفْقَهُوهُ ) أَيْ : يَفْهَمُوهُ يُرِيدُ لِئَلَّا يَفْهَمُوهُ ( وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) أَيْ صَمَمًا وَثِقَلًا ( وَإِنْ تَدْعُهُمْ ) يَا مُحَمَّدُ ( إِلَى الْهُدَى ) إِلَى الدِّينِ ( فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ) وَهَذَا فِي أَقْوَامٍ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ .

الوسوم:

9 أفكار بشأن “وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.