تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » *ليسَت إلّا تمتمَةُ أحرُفٍ لا تلمسُ منَ الواقعِ شيئًا.

*ليسَت إلّا تمتمَةُ أحرُفٍ لا تلمسُ منَ الواقعِ شيئًا.

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد شفيع المسلمين

*ليسَت إلّا تمتمَةُ أحرُفٍ لا تلمسُ منَ الواقعِ شيئًا.
ِِ

"1"
أتذكُرُ حينمَا طوّقتني بِالحنينِ؟
أتعلمُ ماذا حَدثَ لي بعدَ تلكَ الليلةِ المُظلمة؟

"2"
صِرتُ أتجرّعُ بِغيابكَ الطَوِيلَ جُرعاتُ الصَمتِ المُؤلمِ والسهرِ المُوجِعِ وَالمُكوثِ لِوحدِيّ فِيّ زَاويةِ غُرفتيّ بِجانبِ مَكتبتي الصَغِيرة المُكدّسةِ بِالغُبارِ.
بِسببكَ صرتُ أتناولُ أخطرَ الحُبوبِ وَأشدُهَا لِدرجةِ أننيّ لم أجدُ تصريحًا لهَا من أيّ وِزاراةِ صِحّة، كُنتُ وَما زِلتُ أتنَاولُها مَتى شِئت وَإن زَادت حَالتيّ سُوءًا أحيانًا يصلُ تناولي لهَا لِحدِ الشَغف، أشعرُ بِأنني أُصَابُ بِالإدمانِ عليهَا أحيانًا!!
"وَهل يكُونُ الإدمانُ بينَ فترات؟"
نعَم في الآنةِ الأخيرةِ أدمنتُها وَ وَ وَأيضًا حَتى الآن أنَا أُدمنها : $!
أتُصدِقُ يَا مَلاذَي بأنّ أهليّ جَميعَهم لم يكشِفونَ إدمَاني سِوَى صَديقتي وَأختِ التي لَم تلدهَا أمي كَانت هِيَ المُلحَةُ وَالطالبة وَالمُعلمةُ ليّ كَانت فِي كُلِ يومٍ تُجبرنيّ عَلى تنَاولِ تلكَ الحبّاتِ حَتى وصلتُ لِهذا الحدّ، نعَم أكَادُ أغُوصُ بِهِ بعدَ إبحَارِي، كنتُ بِحق أشعرُ بِالراحةِ بعدَ تنَاوليّ لِتلكَ الحُبوب!
نعَم أنَا كَذلكَ حَتى يوميّ هَذا أشعرُ بِذلكَ الشُعور، وَقبلُ ذلِك طَلبَت منيّ صَدِيقتي وَأختِ أن أتجرّع بعضًا من الجُرعاتِ التِي ترَى بِأنهَا جَالبةٌ لِلتوفِيقِ وَالرَاحةِ -بعدَ الله- كَانت تقولُ ليّ "أرجُوكِ تنَاوليّ / تَجرعيّ هَذهِ الجُرعتان، صَدِقيني سَترينَ مَا يسُركِ"، وَبعدَ إلحَاحٍ طَويلٍ مِنها وَافقتُ عَلى ذلكَ "رُغمَ أنني كُنتُ أتجرّعهَا بِغيابكَ وَحُضورِكَ معًا وَلكِن بِصمتْ"!
نعَم هِي الحَقيقةُ يَا من سَكنَتَ فُؤادي : $، وأيضًا أتصدِقُ بِأنني رَأيتُ مَا رأتهُ صَدِيقتيّ وَأختِ؟!
نعَم رأيتُ قَطراتُ التوفِيقِ تتسربُ إليّ وَاحدةً تتبعُها أخرَى وَلكِن بعدَ مُدةٍ طَوِيلة حَتى وَإن كَانتِ القطراتُ بعيدةً عن بَعضِها، نعَم كانَ وَلا يزالُ يقيني يقولُ
بـِ"أنّ يومًا قادم سَيهطلُ بهِ التوفيقُ وَالراحةِ عَليّ بعدَ تعبٍ وَعناء كمَا يهطلُ الغيثُ عَلى أرضٍ فَيُحييها بعدَ جفَاءْ".

"3"
كنتُ فِي كُلِ ليلةٍ أغوصُ بِالتفكِيرِ بكَ لَعلّي أصِلُ إليكَ فِي قَاربِ أحلامي، أتُصدِقُ ذلك يَا هذا؟
فِي كُلِ ليلةٍ استنشقُ عَبيرَ عِطركَ الهَادِئ حَتى وَأنتَ بعيدًا عنّي! لا أعلمُ لِما تعلّقت نسمَاتُ عِطركَ الأنيقُ عَلى مشَارِفِ أنفِي!! ألِهذا الحدِّ يُوصِلُ الحُب؟
في كُلِّ ليلةٍ كُنتُ وَلا زِلتُ وَحُروفُ قلبيّ تنزِفُ وَفيّ كلِّ ليلةٍ يشتدُّ نزيفَ تلكَ الحروفِ بِازديَادِ حَنينيّ وَشوقيّ إليكَ يَا وجعَ قلبيّ أنتْ ><.
فِيّ كلِّ ليلةٍ وَعيّنايّ تغرقَانِ بِالدُموعِ فَتفِيضانِ عَلى وَجهِي البَاهتُ مِمَا أشعرُ بِه، وَفيّ كُلِّ ليلةٍ يشتدُ الغرقُ فيّ عينايّ، تشتدُ رِياحُ القلبِ لِيبدأ نَزِيفَه فَيشتدُ الغرقُ فَتفيضُ الدُموعِ منَ عينايّ الغرقتانِ كَفيضّانِ المَشاعرِ وَنزيفُ حُروفِ القلبِ النَابعةِ منهُ فيّ الوقتِ نفسه، لا أشعرُ بِذلكَ الشُعورِ إلّا بِانسكَابِ حُروفيّ عَلى بحَارِ الوَرقْ!

"4"
أحيَانًا أشعرُ بأنَ حُروفيّ تنبعُ مِن جوّفيّ فجأةً وَبدونِ سابقِ إنذارٍ كَيَنابِيع المِياهِ النَابعةِ من الأرضِ فِي السَابِق تنبعُ فَجأةً وَبدونِ سابقِ إنذارْ!
وأحيانًا أشعرُ بأنهَا تعبيرًا عن شيءٍ ما يخُصني أو يخصُك أنتَ فقط أو كِلانا الإثنان فِي النهَاية لن يَفهمَ أحدًا المَقصودِ سِوانا -بعد ربِّ العِباد- وَأيضًا هِي كَرمُوزٍ وَشفراتٍ لن يستطِيعَ أحدٌ فكّها أبدًا، وَبِذلكَ سَتكونُ غيرَ مُجديةٌ للغيرِ نفعًا فَقط هِيَ أحَاديثٌ في النفسِ بيننا لم نَستطِع افصَاحها! كَالمَاءِ المَسكوبِ فِي البَحرِ، لا يُجديّ نفعًا لأنهُ لن يَزيدَ مَاءُ البحر فَقط هُوَ شيءٌ نفسيٌّ للغايَة!
وَأحيانًا أشعرُ بِأنًّ تلكَ الحُروفِ تُعبّرُ عنيّ أو عنكَ / كِلانا! وَغيرِنا، فَأكونُ قد نسجتُ مَا في أنفسهم وَقُلوبهِم حَتى وَلو كانتِ الجُملةُ / العِبارةُ بِمقدارِ كَلمة! كَماءِ زَمزمَ إذا سَكبناهُ فِيّ خزّاناتِ المِياه، سَيُجديّ نفعًا وَلو كَان بِمقدارِ كأس!

"1"
أخبركَ الآنَ بأنَّ اسميّ يُحتجَزُ فيّ قائمةِ سُجناءِ الإشتياقِ من بعدِ مَا رَمونَا بِرصَاصِ الفراقِ المُؤلم!
أتُصدقُ ذلكَ يَا وَجعِيّ ><
حَدث ذلكَ بعدمَا طوّقتني بِالحنينِ إليك، أتذكُرُ ذلكَ يَا ساكنَ القلبِ وَالذاكِرة؟

"2"
نَعم هِيَ الحَقيقةُ يَا مَن عَزَفَت أوتارُ قلبيّ لِأجلِه ><
أجيبكَ وكُليّ خجلٌ وَاستحيّاء عَلى اعتِرافيّ لكَ بِإدماني لِتلكَ الحُبوبِ التي لم أجدُ تصرِيحًا لهَا من وِزاراتِ الصحّةِ بعد!
لأنني وَجدتُ تصريحًا للحُبوبِ مِن كِتابِ ربّنا العَظيم.
تذوّقتُ حُبوبَ الدُعاءِ وَالطلبِ من ربِّ العِباد، نعَم فعلتُ ذلكَ وَلم أتلقّى النتائِج إلّى يوميّ هَذا وَكُلّي أملٌ بِهُطولِ الرَاحةِ وَالتوفيقَ لتسقينا كمَا تُسقى الأرضُ الجّافةُ بِالغيثِ بعدَ الدُعاءْ : ).
كُنتُ أتجرّع جُرعاتِ الصَبر وَالصَلاة، استقمتُ بِصلاتي بَعدَمَا ذكرت صَديقتي العَزيزة هذهِ الآيات:
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} "آية [155]، سورة البقرة".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} "آية [153]، سورة البقرة".
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} "آية [10]، سورة الزمر".

"3"
هُو ذاكَ وَاقعِيّ، إلّا أننيّ زِدتُ تحمّلًا عَن ذِي قَبل ><.
أتُصدِّقُ يَا حبيبَ القلبِ وَوجعه بِأنًّ "حُبّكَ في قلبِيّ شَجرةٌ مَزروعَةٌ "من غيرِ عِلمي" وَشرَاييني هِيَ جُذورُ وَجُذوعُ شَجرةُ حُبكَ فِيّ قلبيَّ الفيّاض صَوبَك أنتَ وَفقَطْ؟!

"4"
هِيّ الحَقيقةُ يَا مَلاذي!
لقد قلتُ ذلكَ وَقلبيّ مُنشغلٌ وَمُتولعٌ بِكَ أنتْ!
أنتَ فقَط ><.

***
يَا شجرةَ قلبيّ ألا ترَى ثِمارَ الصَبرِ وَالدُعاء؟
أثِقُ بِأنكَ تراهَا بِوضُوحٍ تام، لأنّ حُبكَ زُرعَ هُنا "فِيّ قلبي" وَأنتْ!
أنتَ وَحدكْ!

وَحدكَ فقَط عَشَّشّْتَ فوقَ تلكَ الشجرة!

***
أليسَ الفِكرُ محطةٌ للنظَرِ فيّ كُلِّ الأمورِ؟
وَ وَ وَكُلّ شيء؟

أتعلمُ مَا ذا يَعني هَذا أيهَا الحَبيب؟

يَعنيّ أنك أنتَ من زَرعتَ شجرةَ حُبّكَ في قلبي، أتعلمُ لِما يَا نبضَ قلبي؟
مُنذُ ما زرعتَ أنتَ شجرةُ حُبكَ في قلبي وَأنتَ مُسطِرٌ عَلى صَفحاتِ فِكريّ.

كُنتَ دائمًا تعبثُ بِفكريّ، وَوجُودكَ بِفكري يَدلُ على مَاذا؟ أتعرِفُ على مَاذا؟
إنهُ يدلُّ عَلى أنكَ ترى كُل أموري بِشكلٍ واضحٍ وَتام!

"الفكر محطة للنظرِ في كُلِ الأمورِ وَإلى كُلِّ الأمور"!
وأنتَ مسيطرٌ على هذا الفكرِ وَمحطاته بِوَحدِكْ، وِبذلكَ يسهلُ عليكَ رُؤيةُ كل شيءٍ بوضُوحٍ تام.

***
لِذلكَ أجِب عليّ يَا من تُعدُّ شَراييني جُذوعهُ وَجُذورَه، ألا ترَى الفرقُ بينَ جُذورِ وَجُذوعِ اليومِ وَالأمس؟
اليومَ هِيَ من أطيبِهَا الأمسُ كَانت سَيّئةً للغاية :/، أليسَ كذلك؟

أجِبني على سُؤالي الأوَلِ يَا شجرةُ قلبي!
ألا ترَى ثمارُ الصبرِ يَانعةٌ وَمُفرَحةٌ لِدرجةِ السَعادة؟ ألا تتذوّقُ طعمهَا وَلذّتها؟
هِيَ من ألذّ الثمار الطيّبةِ وَمن أجملِ المُكافأت، أليسَ كَذلك؟

ألا ترَى ثِمارُ الدُعاءِ نَاضجةٌ وَطعمُها يترنّمُ من حَلاوَتِها؟
أتعلمُ أنّ ألذُّ مَا ذاقته ذائقةُ نفسي هِيَ ثمَارُ الدُعاءِ وَالصبر؟

***
أحببتُكَ كَثيرًا لِدرجةِ أنني لَم استطِعِ التعبِيرَ عن حُبيّ لك : $.
مُسطِرَ فكرِيّ / شَجرةُ قلبي وَجُذوعهَا وجُذورِها أَبَعْدَ ذاكَ الفِراقِ فِراقٌ آخَر؟

~

الوسوم:

1 أفكار بشأن “*ليسَت إلّا تمتمَةُ أحرُفٍ لا تلمسُ منَ الواقعِ شيئًا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.