انقضت سنوات من عمره وهو يرفل في ثياب العافية،
وينعم بصحبة الأحبة، يتقلب في أنواع المآكل والمشارب،
يرسل الضحكات هنا وهناك، وهو مع ذلك كله
غافل عما خلق له، ساه عما يراد منه، قد ملأ أوقاته
بالقيل والقال، وغرق في وحل الرذيلة،
وعاش دهراً بعيداً عن الفضيلة، لم يذق منذ زمن
حلاوة الصلاة، ولا شعر بهدوء الصيام.
ولكنه أفاق..
أنبه ضميره، وعاتبه فؤاده حين رأى أتربه الذين
عاشرهم زمن الطفولة ثم فقدهم بل فقدوه،
رآهم وقد حفظوا القرآن، وتفوقوا في دراستهم،
وسعوا في مرضات ربهم، فخر على وجهه باكياً تائباً،
شاكياً حاله يقول:
كم حادثة ذويت فيها همتــي
وعقدت فيها خير مؤتمــراتي
وشربت فيها الكأس حتى خلتني
أدمي فؤاد الكأس بالرشفــات
وجعلت فيها الليل يكره نفســه
من سوء ما أجنيه في سهراتي
وجمعت للتذكار ألفي صــورة
أفنيت في تصويرها عدســاتي
ودعوت أصحابي أذيب قلوبهم
بمغامرات اللهو في رحلاتــي
لا تسألوا عني ولا تتعجبـــوا مني
ولا تبكوا على سقطاتي
أنا فارس يغزو ميادين الهـوى
فسلوا بقاع اللهـو عن غـزواتي
أنا لست وحدي في طريق متاهتي
أبناؤكم في اللهو بالعشــرات
ثم رفع رأسه قائلاً:
دمعي أمام جدار الليل ينسكــب
وجمرة في حنـــايا القلب تلتهب
وليلة نجمها يشكو تطاولهــــــا
وبدرها ذابل العينيـــــــــن مكتئب
وصورة لضياع العمـــــــــر قـاتمة
تسعى إلىَّ ومن عيني تقتــــرب
ووحشة في فؤادي أستريــــــح لها
كأنني بين أهل الدار مغتــــــــرب
قولوا معي لهذا النادم، وبشروه أن ربنا يقول:
((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))
رواه الترمذي من حديث أنس وقال الألباني حديث حسن.
ويقول ربنا – تبارك وتعالى -:
((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئاً))
رواه الطبراني والحاكم من حديث ابن عباس، وقال الألباني حديث حسن.
فبادروا بالتوبة فإن بابها مفتوح
انقضت سنوات من عمره وهو يرفل في ثياب العافية،
وينعم بصحبة الأحبة، يتقلب في أنواع المآكل والمشارب،
يرسل الضحكات هنا وهناك، وهو مع ذلك كله
غافل عما خلق له، ساه عما يراد منه، قد ملأ أوقاته
بالقيل والقال، وغرق في وحل الرذيلة،
وعاش دهراً بعيداً عن الفضيلة، لم يذق منذ زمن
حلاوة الصلاة، ولا شعر بهدوء الصيام.
ولكنه أفاق..
أنبه ضميره، وعاتبه فؤاده حين رأى أتربه الذين
عاشرهم زمن الطفولة ثم فقدهم بل فقدوه،
رآهم وقد حفظوا القرآن، وتفوقوا في دراستهم،
وسعوا في مرضات ربهم، فخر على وجهه باكياً تائباً،
شاكياً حاله يقول:
كم حادثة ذويت فيها همتــي
وعقدت فيها خير مؤتمــراتي
وشربت فيها الكأس حتى خلتني
أدمي فؤاد الكأس بالرشفــات
وجعلت فيها الليل يكره نفســه
من سوء ما أجنيه في سهراتي
وجمعت للتذكار ألفي صــورة
أفنيت في تصويرها عدســاتي
ودعوت أصحابي أذيب قلوبهم
بمغامرات اللهو في رحلاتــي
لا تسألوا عني ولا تتعجبـــوا مني
ولا تبكوا على سقطاتي
أنا فارس يغزو ميادين الهـوى
فسلوا بقاع اللهـو عن غـزواتي
أنا لست وحدي في طريق متاهتي
أبناؤكم في اللهو بالعشــرات
ثم رفع رأسه قائلاً:
دمعي أمام جدار الليل ينسكــب
وجمرة في حنـــايا القلب تلتهب
وليلة نجمها يشكو تطاولهــــــا
وبدرها ذابل العينيـــــــــن مكتئب
وصورة لضياع العمـــــــــر قـاتمة
تسعى إلىَّ ومن عيني تقتــــرب
ووحشة في فؤادي أستريــــــح لها
كأنني بين أهل الدار مغتــــــــرب
قولوا معي لهذا النادم، وبشروه أن ربنا يقول:
((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))
رواه الترمذي من حديث أنس وقال الألباني حديث حسن.
ويقول ربنا – تبارك وتعالى -:
((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئاً))
رواه الطبراني والحاكم من حديث ابن عباس، وقال الألباني حديث حسن.
فبادروا بالتوبة فإن بابها مفتوح
وجزاج الله خير
يالغاليه