تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإنكار على من يبغض الصحابة الأخيار

الإنكار على من يبغض الصحابة الأخيار

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم


الإنكار على من يبغض الصحابة الأخيار

أرسل الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدين الاسلام، وقد قام بما أوجبه الله عليه من ابلاغ دينه، وآمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهده خلق كثير منهم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وخالطه وجالسه وتلقى منه تعاليم الاسلام غضة طرية، وقد تفضل الله على ذلك الجيل بمزية (الصحبة) لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وزكاها الله تعالى في قوله {محمّد رّسُولُ اللّهً والّذًين معهُ أشًدّاء على الْكُفّارً رُحماء بيْنهُمْ تراهُمْ رُكّعاً سُجّداً يبْتغُون فضْلاً مًّن اللّهً ورًضْواناً} [الفتح 29].

تعريف الصحابي
الصحابي هو (من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على الاسلام)، والصحبة للرجال والنساء فيقال صحابي وصحابية، والصحبة فضل من الله يؤتيه من يشاء فكثير من المؤمنين والمؤمنات يتمنون أنهم من عداد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نالوا السبق في الاسلام، ويرجون بسبب حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ان يحشروا معهم ويدخلون الجنة فمن أحب قوماً حشر معهم.

شرف مكانة الصحابة
أثنى الله على الصحابة في كتابه العزيز قال تعالى {والسّابًقُون الأوّلُون مًن الْمُهاجًرًين والأنصارً والّذًين اتّبعُوهُم بًاحْسان رّضًي اللّهُ عنْهُمْ ورضُواْ عنْهُ وأعدّ لهُمْ جنّات تجْرًي تحْتها الأنْهارُ خالًدًين فًيها أبداً ذلًك الْفوْزُ الْعظًيمُ} [التوبة100]، ومن أثنى الله عليه فلا يجوز انتقاص قدره والطعن فيه لأن في ذلك محاداة لكلام الله، ومن الصحابة من شهد بيعة الشجرة فنالوا رضى الله قال تعالى {لقدْ رضًي اللّهُ عنً الْمُؤْمًنًين اذْ يُبايًعُونك تحْت الشّجرةً} [الفتح- 18]، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلملا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة) [رواه مسلم].

وغفر الله لمن شهد بدراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) [رواه البخاري].

وهم خير قرون هذه الأمة، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) [رواه البخاري ومسلم).

ومما يدل على فضل الصحابة حديث النبي صلى الله عليه وسلم (النجوم أمنة للسماء فاذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فاذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) [رواه مسلم].

بغض الصحابة من علامات النفاق
قال تعالى {والّذًين جاؤُوا مًن بعْدًهًمْ يقُولُون ربّنا اغْفًرْ لنا ولًاخْوانًنا الّذًين سبقُونا بًالْايمانً ولا تجْعلْ فًي قُلُوبًنا غًلّاً لًّلّذًين آمنُوا ربّنا انّك رؤُوف رّحًيم} [الحشر10]، قال العلامة علي بن أبي العز الحنفي:
هذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله ألا يجعل في قلوبهم غلا لهم، فمن أضل ممن يكون في قلبه حقد على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين.أ.هـ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية الايمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار) [رواه البخاري]، وفي الحديث الآخر (لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق).[رواه البخاري].

وعن زر رضي الله عنه قال: قال لي علي رضي الله عنه: (والذي خلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم الى ألا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق) [رواه مسلم].

قال العلامة الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم الا بخير، وحبهم دين وايمان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.أ.هـ [العقيدة الطحاوية].

فمن يبغض أحد من الصحابة أو الصحابيات أو أمهات المؤمنين زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو يطعن في هؤلاء الأخيار ففي مذهبه انحراف يجب تصحيحه، ولابد ان نعرف لأهل الفضل فضلهم ونحب جميع الصحابة، ونعلم تفاضلهم فأفضلهم الأربعة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم باقي العشرة المبشرين بالجنة، ثم باقي الصحابة، ومنهم كتّاب الوحي كمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ولا ننسى جهادهم وتحملهم للأذى في سبيل الله ونشرهم للاسلام رضي الله عنهم.

لا يجوز سبّ الصحابة والطعن فيهم
الصحابة كلهم عدول وهم الذين نقلوا الكتاب والسنة الى من بعدهم، فالطعن فيهم هدم للاسلام وتشكيك في صحة المنقول، وهم تربية خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم فالقدح فيهم فيه تعد على مقام المربي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل أصحاب ملة ينظرون الى أصحاب نبيهم بأنهم خير أمتهم، وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة بعد نبيهم ومن اعتقد غير ذلك فقد ضلّ وغوى.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحداً من أصحابي فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه) [رواه البخاري ومسلم].

والطعن في الصحابة قد يصل بصاحبه الى الكفر اذا كفرهم أو اعتقد ردتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم، لأنه يكون قد كذب كتاب الله في تزكيتهم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في فضلهم ومناقبهم، قال عبد القاهر بن طاهر في كتابه الفرق بين الفًرق:
(أجمع أهل السنة على ايمان المهاجرين والأنصار من الصحابة وأن من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً من أهل الجنة، وكذلك من شهد بيعة الرضوان وقالوا بتكفير كل من أكفر واحداً من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقالوا بموالاة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكفروا من أكفر بعضهن) أ.هـ .

ومن الباطل الغلو في بعض الصحابة فأصبح يقدسهم ويستغيث بهم من دون الله ويحلف باسمائهم، ويدعونهم عند الشدائد وهذا من الشرك المحرم، وهذا الغلو جفا في حق أكثر الصحابة فدعا الى سبهم وتكفيرهم والافتراء عليهم بأقوال مختلفة، وهذا الافراط والتفريط كله ضلال يجب الرجوع عنه والتوبة الى الله منه، ولو تأملت في هذا الغلو لوجدته يدور حول أسماء الأشخاص فاما أسماء تُقدّس واما أسماء تُشتم، وفعلهم هذا صدهم عن ذكر الله، لأن الأجدر بالمسلم ان يكون في غالب كلامه ذكر الله، قال تعالى {والذّاكًرًين اللّه كثًيراً والذّاكًراتً أعدّ اللّهُ لهُم مّغْفًرةً وأجْراً عظًيماً} [الأحزاب- 35].

موقف المسلمين فيما حصل بين الصحابة
ما حدث من خلاف بين الصحابة فهي فتنة انتهت في وقتها، وقد مضى عليها مئات السنين ولن يسأل المسلم عن موقفه منها، قال تعالى تًلْك أُمّة قدْ خلتْ لها ما كسبتْ ولكُم مّا كسبْتُمْ ولا تُسْألُون عمّا كانُوا يعْملُون [البقرة134]، ولا يصح اثارتها وجعلها ديدناً تسرد في مناسبات خاصة مما يؤدي الى جرأة الجهال والسفهاء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال حافظ بن أحمد حكمي:
وأهل بيت المصطفى الأطهار
وتابعيه السادة الأخيار
فكلهم في محكم القرآن
أثنى عليهم خالق الأكوان
في الفتح والحديد والقتال
وغيرها بأكمل الخصال
وذكرهم في سنة المختار
قد سار سير الشمس في الأقطار
ثم السكوت وجب عما جرى
بينهم من فعل ما قد قدرا
فكلهم مجتهد مثاب
وخطؤهم يغفره الوهاب

وقال رحمه الله في كتابه (معارج القبول): (أجمع أهل السنة على السكوت عن الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم، والاعتراف بسوابقهم ونشر ما فيهم عملا بقوله تعالى {والّذًين جاؤُوا مًن بعْدًهًمْ يقُولُون ربّنا اغْفًرْ لنا ولًاخْوانًنا الّذًين سبقُونا بًالْايمانً ولا تجْعلْ فًي قُلُوبًنا غًلّاً لًّلّذًين آمنُوا ربّنا انّك رؤُوف رّحًيم} [الحشر10]، ولا نقول انهم معصومون بل مجتهدون اما مصيبون واما مخطئون لم يتعمدوا الخطأ في ذلك، وما روي من الأحاديث في مساويهم الكثير منه مكذوب، ومنه ما زيد فيه ونقص منه وغير عن وجهه) أ.هـ.

وما يجب اعتقاده في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد نبيها وأن أزواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم الطيبات الطاهرات أمهات للمؤمنين، قال تعالى {النّبًيُّ أوْلى بًالْمُؤْمًنًين مًنْ أنفُسًهًمْ وأزْواجُهُ أُمّهاتُهُمْ} [الأحزاب 6]، ونترضى على الجميع، ونقر بفضل الله عليهم بأن اصطفاهم لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون غلو في أحد منهم، أو انتقاص لقدر أحد منهم وندعو الى سلامة اللسان والقلب تجاه المسلمين جميعا وبالأخص الصحابة الأخيار، ومن أقام أركان الاسلام ولم يشرك بالله، وسلم المسلمون من لسانه وكيده فيبشر بالجنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

2 فكرتين بشأن “الإنكار على من يبغض الصحابة الأخيار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.