قال عليه الصلاة والسلام"من قام ليلة القدر" ونقلت أم المؤمنين أن النبي rلم يزد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة،وعرف المسلمون صلاة التراويح ونُقل عن سلف الأمة أنهم كانوا يصلون ستاً وثلاثين ونقل أنهم كانوا يصلون ثلاثاً وعشرين، على هذا الأمر واسع يصلي ما كتب الله له أن يصلي، لكن في أمور يتجنبها العبد :
– ملاحاة الناس والخصومة ، فإن النبي r رأى رجلين يتلاحيان وكان قد خرج لينبأ الناس عنها فرفعت، هذا مهم جداً عدم ملاحاة الناس والانشغال بالخصومة.
– تجنب الأسواق ما أستطاع إلى ذلك سبيلا . فالشيطان ينصب رايته في الأسواق،صحيحٌ أن الإنسان مكلفٌ شرعاً بأهله وذويه وقد يضطر للخروج لذلك -قلت في كلامي- ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
– الأمر الثالث: يحرص كل فردٍ منا -وهذه وصية للمسلمين عموماً- كل فردٍ منا أياً كان وضعه على أن يخلو بنفسه ولو ساعة في تلك الليلة،يُسبح يقرأ القرآن يُصلي يطيل السجود يبتهل إلى الله إلى خالقه لكن أحب أن يكون في خلوة.
أنشط للطاعة تصلي التراويح والتهجد هذا حسن عظيم فضلٌ كبير وهذا قيام ليل،لكن كذلك حسنٌ أن تخلو بنفسك وتُظهر لله في خلوتك ما يحب جل جلاله ، وتُري الله جل وعلا منك انكساراً عظيماً بين يديه، تظهر لله فقرك والله يحب من عبده أمرين 1/:فرح العبد بنعمة ربه عليه وإسناد ما هو فيه من فضل إلى خالقه مع الفرح به، 2/ والأمر الثاني: إظهار فقره وانكساره إلى ربه جل وعلا .
فإذا أستطاع أن يأتي بأدعية تجمع هذا وهذا وهو يزدلف إلى ربه كان ذلك أدنى إلى أن تتنزل عليه رحمة الله، ولابد أن يستصحب كما بينا أنها ليلة خصها الله.
يصنع هذا في الليالي العشر كلها حتى لا يخرج عن أن تصيبه رحمة الله جل وعلا معترفاً بذنبه ومقراً بتقصيره مهاجراً بقلبه إلى ربه ، ويقرأ الآيات التي يظهر فيها افتقار العباد إلى ربهم،منها (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) في الشعراء قال: (أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75)أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ(81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ )ثم يقف كثيراً عند قول الله( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فلو ردد (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) كان أولى، فإن هذا يورث افتقاراً إلى الله جل وعلا . ولو قرأ (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) فلو قرأ (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) هذه في الزمر ، ولو قرأ في المؤمنون (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) ولو قرأ في الزمر (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) ولو قرأ (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً(61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) .
هذه الآيات وإضرابها في القرآن الأصلُ أنها تورث خشوعاً وخضوعاً من العبد لربه،ولو قرأها شعر بانكسار وذلُ بين يدي الله الواحد القهار ، فهذا إذا رحمة ربه قبِل انكساره ، وإذا رحمه ربه قبِل تضرعه وإذا رحمه ربه أفاء عليه جل وعلا بما يدعوه وفتح عليه بما يرجوه،فيكون قلبه إلى الله أقرب ولسانه لله أشد ذكراً. فلعل الله جل وعلا بعد ذلك أن يمن عليه ويرحمه،لكن حسنٌ أن يتبرأ الإنسان في ليالي مثل تلك من كل حول وطول وقوة وهداية إلا حول الله وطوله وقوته وهدايته . والموفق الله،لكن كما قلت هذا لو كان في الخلوات كان عظيماً وأقرب إلى أن تناله رحمة الله.
منقول
قال عليه الصلاة والسلام"من قام ليلة القدر" ونقلت أم المؤمنين أن النبي rلم يزد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة،وعرف المسلمون صلاة التراويح ونُقل عن سلف الأمة أنهم كانوا يصلون ستاً وثلاثين ونقل أنهم كانوا يصلون ثلاثاً وعشرين، على هذا الأمر واسع يصلي ما كتب الله له أن يصلي، لكن في أمور يتجنبها العبد :
– ملاحاة الناس والخصومة ، فإن النبي r رأى رجلين يتلاحيان وكان قد خرج لينبأ الناس عنها فرفعت، هذا مهم جداً عدم ملاحاة الناس والانشغال بالخصومة.
– تجنب الأسواق ما أستطاع إلى ذلك سبيلا . فالشيطان ينصب رايته في الأسواق،صحيحٌ أن الإنسان مكلفٌ شرعاً بأهله وذويه وقد يضطر للخروج لذلك -قلت في كلامي- ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
– الأمر الثالث: يحرص كل فردٍ منا -وهذه وصية للمسلمين عموماً- كل فردٍ منا أياً كان وضعه على أن يخلو بنفسه ولو ساعة في تلك الليلة،يُسبح يقرأ القرآن يُصلي يطيل السجود يبتهل إلى الله إلى خالقه لكن أحب أن يكون في خلوة.
أنشط للطاعة تصلي التراويح والتهجد هذا حسن عظيم فضلٌ كبير وهذا قيام ليل،لكن كذلك حسنٌ أن تخلو بنفسك وتُظهر لله في خلوتك ما يحب جل جلاله ، وتُري الله جل وعلا منك انكساراً عظيماً بين يديه، تظهر لله فقرك والله يحب من عبده أمرين 1/:فرح العبد بنعمة ربه عليه وإسناد ما هو فيه من فضل إلى خالقه مع الفرح به، 2/ والأمر الثاني: إظهار فقره وانكساره إلى ربه جل وعلا .
فإذا أستطاع أن يأتي بأدعية تجمع هذا وهذا وهو يزدلف إلى ربه كان ذلك أدنى إلى أن تتنزل عليه رحمة الله، ولابد أن يستصحب كما بينا أنها ليلة خصها الله.
يصنع هذا في الليالي العشر كلها حتى لا يخرج عن أن تصيبه رحمة الله جل وعلا معترفاً بذنبه ومقراً بتقصيره مهاجراً بقلبه إلى ربه ، ويقرأ الآيات التي يظهر فيها افتقار العباد إلى ربهم،منها (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) في الشعراء قال: (أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75)أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ(81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ )ثم يقف كثيراً عند قول الله( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فلو ردد (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) كان أولى، فإن هذا يورث افتقاراً إلى الله جل وعلا . ولو قرأ (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) فلو قرأ (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) هذه في الزمر ، ولو قرأ في المؤمنون (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) ولو قرأ في الزمر (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) ولو قرأ (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً(61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) .
هذه الآيات وإضرابها في القرآن الأصلُ أنها تورث خشوعاً وخضوعاً من العبد لربه،ولو قرأها شعر بانكسار وذلُ بين يدي الله الواحد القهار ، فهذا إذا رحمة ربه قبِل انكساره ، وإذا رحمه ربه قبِل تضرعه وإذا رحمه ربه أفاء عليه جل وعلا بما يدعوه وفتح عليه بما يرجوه،فيكون قلبه إلى الله أقرب ولسانه لله أشد ذكراً. فلعل الله جل وعلا بعد ذلك أن يمن عليه ويرحمه،لكن حسنٌ أن يتبرأ الإنسان في ليالي مثل تلك من كل حول وطول وقوة وهداية إلا حول الله وطوله وقوته وهدايته . والموفق الله،لكن كما قلت هذا لو كان في الخلوات كان عظيماً وأقرب إلى أن تناله رحمة الله.
منقول