تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » • لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى • [ للأستاذة فجر الكوس ]

• لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى • [ للأستاذة فجر الكوس ]

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اول شي احب اشكر الاخت : Tbasher لانها حطت

بموضوع حمله•°o.O رحله للسعاده O.o°•الجزء الاول

شرح اسم (( الرَّؤُوفُ )) من اسماء الله الحسنى

للأستاذة فجر الكوس

داعية.. كاتبة مدربة ومرشدة تربوية معتمدة للمراهقين..
قدمت في تويتر دورة الغنى في أسماء الله الحسنى

وأكاونتها بتويتر :@FajerAlkous

وأنا باذن الله بحط شرح الأسماء كلها بهالموضوع

14 أفكار بشأن “• لكل القلوب التي تود أن تتعرف على أسماء الله الحسنى • [ للأستاذة فجر الكوس ]”

  1. عشرة أسباب تجعلك شغوفاً بمعرفة الله

    قد تتساءل لمَ التركيز على معرفة الله ؟ و ما الأسباب التي قد تدفعني للشغف بهذه المعرفة ؟
    دعني أذكر لك بعضاً من الأسباب التي تجعلك شغوفاً بمعرفة الله عزوجل .

    1-معرفتك بالله طريقٌ موصل للجنة و رضا الله.
    إن المسلم غايته الكبرى وهمه الأعلى رضا الله والفوز بالجنة ، فمن عرف أسماء الله و آمن بها و دعا الله بها رزقه الله الجنة وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لله تسعة وتسعون اسماً إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة) وأحصاها لا يعني فقط هو عدها وعرفها باللفظ فقط ، بل عرفها لفظاً ومعنى و تعبد الله بمقتضاها كما ذكر أهل العلم.
    2- معرفة الله أصل للعلم بكل العلوم
    علمك بالله عزوجل هو أصل العلوم والاشتغال به منفعة عظيمة
    يقول ابن القيم (إن العلم بأسماء الله أصل للعلم بكل معلوم ..)
    3-زيادة الإيمان واليقين و تحقيق التوحيد
    إذ يبحث كل منا عن عمل يرفع الإيمان و يزيد اليقين ويعلقنا بالله ومن فتح له باب العلم بأسماء الله الحسنى حقق ذلك بإذن الله والتوحيد هو الغاية التي من أجلها خلقنا.
    4-أعظم سبب لإجابة الدعاء
    قال تعالى (ولله الإسماء الحسنى فادعوه بها)الأعراف 180، من دعا الله بأسمائه الحسنى كان حريٌ على الله أن يستجيب دعائه ، ومعرفتك لمعاني الأسماء تعينك على ربط الدعاء بالاسم المناسب .
    5-أثر طيب في سلامة القلوب وسلامة الأخلاق
    إن لمعايشة أسماء الله عز وجل أثر عظيم في سلامة القلوب وتطهيرها من العيوب ، وأيضاً عون كبير على تحسين الأخلاق والسلوكيات، فمن عَرف أن الله عفوٌّ يُحِب العافين فإنك تجده وقد أحب العفو و رغبت نفسه به وهكذا.
    حينما يَعرفُ القلبُ اللهَ بأسمائه الحسنى ويستشعر جلالها و كمالها سيحيى قلبه وسيعيش متوازناً مابين حب ورجاء وخوف وتعظيم ، فكيف نحب من لا نعرف؟ و كيف نعظم من لا نعرف؟ إنها المعرفة التي تجعلنا نسارع في تطبيق أعمال القلوب المقربة من الله عزوجل.
    6- عون كبير على تدبر كتاب الله
    أمرنا الله بتدبر كتابه و ما أكثر الآيات القرآنية التي تحدثت عن أسماء الله الحسنى و صفاته، وما أسعد القلب العارف بالله فإنه حينما يقرأ آيات الله التي بها أسمائه سيحقق بإذن الله معاني التدبر العميق للآيات.
    7-سبب لتفريج الكربات و للثبات عند الكرب
    من منا لم يعاني من كربة في حياته ؟ أو لم تصيبه مصيبة؟ كل مؤمن يبتلى في هذه الدنيا ، و لكن هناك فرق بين المؤمن العارف بالله وغير العارف به، العارف بالله حينما تأتيه الكربة فإنه يستعين بالله ويلح عليه بالدعاء بأسمائه الحسنى حتى تفرج بلواه وليس ذلك فقط بل إن الله ينزل عليه الثبات و الرحمات وهو في شدته لأنه في رخاءه لم يبرح الاشتغال بمعرفته بالله.
    8- تبصر العبد بنقائص نفسه وعيوبها وآفاتها وعون لإصلاحها
    معرفتك العميقة بالله ستعرفك بنفسك أكثر وتبصرك بعيوبها.. ربما تتساءل: كيف ذلك؟
    الإجابة هي أنه حينما تعرف رحمة الله عز وجل بخلقه و حبه لأن نرحم خلقه ستقوم بمراجعة نفسك وتفكر هل أنت رحيم؟ وحينما تعلم أن الله رقيب هل ستجتهد لأن لا يراك الرقيب إلا موضع يحبه و يرضاه؟
    9- تذوق العبد طعم السعادة الحقيقة
    (يقول ابن القيم : لا سعادة للعباد ولا صلاح لهم ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم و يكون هو وحده غاية مطلوبهم و التعرف إليه قرة عيونهم…)
    فالسعادة مطلب الجميع فإن كنت تريد السعادة فالتمسها في معرفتك لله عزوجل .. حتماً ستجدها.
    10- سبب عظيم لمحبة الله عزوجل
    كل منا يتطلع قلبه لمحبة الله له و يتمنى أن يكون ممن أحبهم الله لما في محبة الله من بركاتٍ عظيمة تلحق المؤمن وكما ذكر ابن القيم من الأسباب العشرة الجالبة لمحبة معرفته بأسماءه الحسنى و صفاته العُلا.



  2. طرق عملية لكيفية التعايش مع أسماء الله ١

    بفضل الله عزوجل وُفقت لمدراسة و تعليم شرح أسماء الله الحسنى منذ سنوات عديدة ، و رأيت أن الكثير ممن تعايش مع أسماء الله و جعلها منهجاً حياتياً له تغيرت حياته للأفضل،
    لو تعلمون لأي درجة أشعر فيها بالسعادة حينما يقال لي :
    (استطعت معايشة أسماء الله الحسنى في حياتي)
    أو
    (استطعنا تفعيل معرفتنا لله في تفاصيل يومنا)..
    كلنا يؤمن أننا بحاجة ماسة لمعايشة أسماء الله و تطبيقها في واقعنا

    لكن هناك سؤال مُلِح يتبادر لأذهاننا؛ وهو:
    كيف أتعايش مع أسماء الله الحسنى؟
    كيف أستطيع أن أتعامل معها عملياً ؟
    فما أكثر الحديث النظري عن أسماء الله في أعماق الكتب و المقالات والمحاضرات
    و لكن كيف نحوله لتطبيق عملي؟
    كيف نتعايش معها ونجعلها شعاراً ودثاراً مدى الحياة ؟
    كيف نتعايش معها في كل حركة وسكنة؟
    إنها أسئلة عديدة قد ترد إلى أذهان البعض بشكل تلقائي،

    لكننا هنا سنقوم بوضع نقاط عملية لتحقيق مبدأ التعايش، وذلك كما يلي:
    1- العلم ..في البداية لن تستطيع تطبيق أسماء الله عزوجل و تفعيلها بدون علم راسخ بها ، فالعلم الراسخ هو الجذور لشجرة المعرفة المثمرة ، تعلم تعلم ثم تعلم ، لابد من تعلم أسماء الله الحسنى عن طريق حضور دروس و قراءة كتب للعلماء.

    وتيقن بأنك متى مابذلت من وقتك و جهدك لمعرفة الله عزوجل بأسمائه و صفاته سوف ترى بقدرها من البركة والتوفيق.
    2- قال تعالى ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها)

    الله عزوجل أمرنا بدعائه بأسمائه الحسنى ، فحينما تتعلم اسم احرص على دعاء الله به لك ولأسرتك و للمسلمين ، كن ملحاُ في الدعاء ، و احرص على أن لا تخلو دعواتك لله بأسمائه الحسنى،
    مثلاً:
    حينما يستصعب أمر ادع الله باسمه الفتاح
    وحينما تريد رزقا ما ادع الله باسمه الواسع يوسع لك
    3- عوّد نفسك ربط أحداث حياتك بأسماء الله الحسنى.

    مثال : حينما يجبر الله خاطرك بعد انكساره قل لأن الله جبار جبر خاطري
    , و كلما تعمقت بمعرفة أسماء الله كلما سهل عليك ربط الأسماء بالأحداث.
    4- ركز على أسماء الله الحسنى و اجعل همك معرفتها و التعايش معها و تكرارها.
    مثال: حينما يذكر اسماً من اسماء الله ليس لك علم به ليكن همك معرفة معناه
    و هل هو ثابت في الكتاب والسنة أم لا ؟
    5- تخلق بمعاني الأسماء كيف؟
    كن على ثقة بأنك لن تستطيع التخلق بها إلا إذا فهمت معناها..
    مثال: الله العفو يحب من عباده أن يعفو عن بعضهم البعض لذلك اعفُ عن من ظلمك،
    الله كريم يحب من عباده أن يكرموا بعضهم لذلك كن كريماً.
    أعزائي القراء..
    إن أمر معايشة اسماء الله الحسنى أوسع مما نظن
    لذا لن تقف حروفي عند هذه التدوينة
    فلدي الكثير مما<!
    أود التطرق إليه على عدة أجزاء..
    فكونوا معي بالقرب..



  3. طرق عملية لكيفية التعايش مع أسماء الله ٢



    البعض يقرأون القرآن كثيراً و يحرصون على الأذكار و لكنهم لم يشعروا باللذة والثمرة المرجوة،
    والبعض الآخر يقول :
    حضرت الكثير من الدروس في شرح الأسماء
    و لكني لم أعرف كيف أطبق أسماء الله الحسنى في حياتي ،

    حسناً أنا أهدف إلى تعليم الناس أسماء الله الحسنى
    بطريقة علمية عملية تلامس الواقع

    في البداية عزيزي القارئ أتمنى أن تكون قد قرأت الجزء الأول



    من هذه التدوينة
    لأن التسلسل في هذا الموضوع مهم جداً.

    نعود الآن للحديث عن كيفية التعايش مع أسماء الله الحسنى
    و لكن بطريقتان مهمتان جداً لذلك لن أذكر غيرهما لأهميتهما:

    ٦/ بفضل الله نقرأ وردنا من القرآن الكريم و نوقن تماماً أن قراءة القرآن عبادة عظيمة نحتاجها بشدة لنقوي قلوبنا ..
    ما رأيك لو تعاهد نفسك و تعزم على أن تتدبر آيات الله عزوجل بعد قراءة تفسيرها
    و تركز على أسماء الله الحسنى لتستطيع أن تعايش الاسم في واقعك؟
    مثال :
    ضع بجانبك تفسيراً للقرآن -في حال قراءتك وردك اليومي-
    و إنني أرشح لك تفسير السعدي لحرص الشيخ السعدي رحمة الله على شرح معاني أسماء الله الحسنى وفق منهج أهل السنة و الجماعة.
    مثال: أثناء قراءتك ، قد تكون مررت على قوله تعالى :
    ( والله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم) البقرة 247
    هنا تحتاج معرفة معنى اسم الله الواسع و اسم الله العليم
    أسقط الآية على نفسك ،
    قد تقول كل الملك الذي أملكه إنما هو لأن الله واسع و عليم
    أو قد تقول:
    إنني أحتاج أموراً كثيرة،
    يا واسع يا عليم أعطني إياها .. و هكذا..

    نأتي الآن للطريقة الثانية:
    ٧/المؤمن له أوراد كثيرة لابد أن نحافظ عليها ،
    فحينما تمر على الأذكار الثابتة في السنة ستجد الكثير من الأسماء الحسنى التي إن تدبرتها ستكون شفاءً لقلبك وروحك..
    مثال:
    الذكر الوارد بعد كل صلاة :
    اللهم أنت السلام منك السلام تباركت ياذا الجلال و الإكرام ،
    في هذا الذكر اسم الله السلام ..
    أعلم أن قلبك و قلبي محتاج لتدبر اسم الله السلام ،
    كيف لا ونحن حاجة للسلام بكافة أنواعه
    الذي منه السلام الروحي و القلبي و البدني والعقلي
    فالله السلام هو الذي يسلم أبداننا من الأمراض
    ويسلم عقولنا من الشبهات و يسلم قلوبنا من الشهوات
    ويسلم أرواحنا من التعلق بغير الله
    قل هذا الدعاء و أنت مستشعر حاجتك للسلام و السلامة

    أعزائي القراء،
    استعرضت لكم نقطتان مهمتان في معايشة أسماء الله الحسنى
    آمل أن تكون لها وقع في حياتكم
    تذكروا أن كلامي هذا لن يغير حياتكم
    إلا إذا عملتم به و أخرجتموه من الحيز النظري
    إلى الفضاء العملي.



  4. طرق عملية لكيفية التعايش مع أسماء الله٣

    حيث ذكرت في التدوينات السابقة ٧ نقاط عملية تعينك عزيزي القارئ على معايشة أسماء الله الحسنى
    والآن سأكمل هذه النقاط:

    ٨. في وقت الشدة يذهل العقل و يوهن القلب ، ومعايشتك لأسماء الله الحسنى في رخائك أكبر عون لك على معايشتها في شدتك ، حسناً ستقول لي كيف؟
    سأخبرك:
    إذا كنت – في رخائك – قد اعتدت على دعاء الله بأسمائه الحسنى واللهج بذكر الله
    فإنه حينما تأتيك المصيبة – حتماً – سيسددك الله
    ويوفقك للدعاء بالأسماء التي أنت بأشد الحاجة إليها.

    سأقوم بالتوضيح أكثر:
    تأمل حينما يقدر الله عليك قدر لم يكن في الحسبان و لم تعتقد أنه سيحصل لك
    فإذا قلت:
    الحمدلله هذا قدر الله الحكيم وإني أثق أنه خير
    (فهذا تطبيق عملي لاسم الله الحكيم)..
    وحينما يتأخر رزقك وأنت محسن الظن أن الله سيأتي برزقك لأنه رزاق وأنت طلبت منه الرزق
    (فهذا تطبيق عملي لاسم الله الرزاق)..
    وعلى ذلك نسير في جميع الأسماء والصفات ،
    وقد ذكرتُ اسمي الله (الحكيم – الرزاق) من باب التوضيح.
    ٩. إن الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة لها روحانيات خاصة كفيلة بإذابة القلب وترقيقه
    لذا كن فطناً واغتنم شرفيّ المكان والزمان
    واغتنم رقة قلبك ولتكثر من الدعاء بأسماء الله بتضرع و إلحاح و انطراح..
    فمن الأزمان الفاضلة :
    رمضان والعشر الأواخر منه
    العشر الأول من ذي الحجة
    يوم الجمعة
    ومن الأماكن الفاضلة :
    بيت الله الحرام / الروضة الشريفة / المساجد بيوت الله / و حلقات الذكر
    وهناك الأوقات الفاضلة:
    كالثلث الأخير من الليل ، وما بين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة..
    ثق أنك لو انطرحت على باب الرحيم بصدق في أي وقت
    فإنه لن يرد عبداً أتاه ورفع يده ..
    فكيف بمن يأتي مستعينا مغتنما الأزمنة والأمكنة والأوقات الفاضلة..؟

    في الختام:
    أذكر لكم هذا الموقف البسيط:
    كنت أحدث إحدى الأخوات في العمل عن اسم الله اللطيف
    فإذا بقلب الأم يتحدث بدلاً منها قائلة:
    (الله اللطيف الذي يلطف بأبنائنا حين نتركهم مع الخدم)..
    ثم حين عادت إلى المنزل وإذا بالطامة الكبرى، حين علمت أن الموقد قد سقط من مكانه بالمطبخ

    وطفلها بجانبه مع الخادمة و قد سلمه الله بلطفه ولم يصبه شيء!!
    فقلت لها:
    سبحان الله اللطيف .. الذي علمك معنى اسمه..
    وهيأ لك الموقف لتعايشيه ..

    انتهت سلسة وسائل عملية لكيفية معايشة أسماء الله الحسنى
    وهناك وسائل كثيرة و لكني ذكرت ما فتح الله علي به..
    لعلي أوافيكم بها في تدوينات مستقلة ..
    مع شكري وتقديري لمتابعتكم ..



  5. ١(الله) تأملات في لفظ الجلالة

    قمت في التدوينات السابقة بكتابة الكثير من المقدمات في التعايش مع أسماء الله الحسنى ، وهذا أوان الحديث عنها بتفصيل علمي عملي وأسأل الله أن يجعله للقلوب كغيث يرويها ويمدها بالحياة ، فمن الله وحده أستمد الفتح و العون وأرجو التسديد.
    حينما نشرع في الحديث عن أسماء الله الحسنى
    فلا بد لنا أولاً من معرفة اسم (
    الله )
    اللهُ يَا أَعْذَبَ الأَلْفَاظِ فِي لُغَتِي
    وَيَا أَجَلَّ حُرُوفٍ فِي مَعَانِيهَا
    اللهُ يَا أَمْتَعَ الْأَسْمَاءِ كَمْ سَعِدَتْ
    نَفْسِي وَفَاضَ سُرُورِي حِينَ أَرْوِيهَا*
    هلموا معي نحط ركابنا عند هذا الاسم العظيم الذي نردده مراراً و تكراراً
    لنتدبره بعمق ونعيه بقوة
    كي نذوق حلاوة الإيمان ولذة معرفة الله

    وقبل أن أبدأ بالشرح
    دعونا نقرأ هذه القصة بتمعن
    يروى أن سلطان صقلية.. أرق ذات ليلة .. ومنع من النوم فأرسل قائد البحر .. وقال له أنفذ الآن مركبا إلى إفريقية ..يأتوني بأخبارها .. فعمد القائد إلى مقدم مركب وأرسله فلما أصبح إذا بالمركب .. في موضعه كأنه لم يبرح .. فقال الملك لقائد البحر.. أليس قد فعلت ما أمرتك به .
    قال نعم قد امتثلت أمرك .. أنفذت مركبا فرجع بعد ساعة ..وسيحدثك مقدم المركب ..
    فجاء ومعه رجل فقال له الملك .. ما منعك أن تذهب إلى حيث أمرتك…
    قال : ذهبت بالمركب .. فبينما أنا في جوف الليل .. والرجال يجدفون..إذا بصوت يقول يالله .. ياغياث المستغيثين ..يكررها مرارا ..فلما أستقر صوته في أسماعنا ناديناه مرارا : لبيك لبيك .. وهو ينادي يالله ياغياث المستغيثين ..
    فجدفنا نحو الصوت فوجدنا هذا الرجل غريقا في آخر رمق ..من الحياة فطلعنا به المركب ..وسألناه عن حاله …
    فقال : كنا مقلعين من أفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام وأشرفت على الموت.. ومازلت أصيح حتى أتاني الغوث .. من ناحيتكم..
    فسبحان من أسهر سلطانا .. وأرقه في قصره لغريق في البحر .. حتى أستخرجه من تلك الظلمات الثلاث : ظلمة الليل ..وظلمة البحر.. وظلمة الوحدة ..
    بعد هذه القصة أجدني أترنم بهذا البيت:
    الله ما سَكَنَتْ قَلْبًا فَباتَ له
    فِي ظِلِّهَا مِنْ مُعَانَاةٍ يُعَانِيهَا
    الله مَا رَتَّلَ الوِجْدَانُ رَوْعَتَهَا
    إِلاَّ وَأَمْسَى قَرِيرَ النَّفْسِ رَاضِيهَا
    إن اسم الله هو الاسم الذي نكثر ترديده من بين كل الأسماء
    فما معنى اسم
    الله ؟
    معنى اسم الله:
    هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
    وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فله الأسماء الحسنى والصفات العلى كما قال أهل العلم
    والله إن القلوب لو فقهت معى اسم الله
    لذابت حباً و شوقاً إليه

    قد تتساءل؛
    ما مميزات هذا الاسم عن غيره من الاسماء؟

    1-أنه الأصل لجميع الأسماء الحسنى.
    2-اقترنت به عامة الأذكار المشهورة مثل التهليل و التسبيح والتحميد و الحوقلة.
    3- أنه أكثر الاسماء وروداً في القرآن.
    4-هو الاسم الذي به شهادة الإسلام ولا ينتقل الكافر من كفره إلى الاسلام إلا بذكره.
    وروده في القرآن و السنة :
    ذكر اسم الله في القرآن 2699مرة ، يعني حينما نقرأ وردنا من القرآن فنحن نمر على هذا العدد الهائل من هذا الاسم
    لكن يبقى السؤال:
    هل تدبرناه ؟
    هل تذوقنا معناه؟
    -أخبر الله عن نفسه قائلاً عن أهل الإيمان أنهم ( إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)( الأنفال2)
    وقال تعالى ( و على الله فليتوكل المؤمنون) (التغابن١٣)
    فمن أراد أن يتوكل فليوجه طاقة قلبه في التوكل على الله وحده.
    كيف نتعايش مع هذا الاسم؟
    1-عوِّد نفسك حينما تقول اسم الله أن تقوله بتدبر و تفهم و حب عميق.
    مثال :
    حينما تدعو الله استشعر معنى كلمة الله.
    2-ردد الأذكار التي فيها اسم الله بفهم عميق
    أذكار الصباح و المساء و ما بعد الصلاة كلها فيها اسم الله فاذكروها بفهم.
    3-حينما تقرأ وردك اليومي وتقف عند كلمة الله
    انظر ما الأثر الذي يشعر به قلبك؟

    4-عظِّم الله في قلبك و لا تكثر من الحلف به على كل شيء.
    استشعر أن الله عظيم وأنه لا يحق لك أن تحلف دائماً على أمور تافهة لا تستحق.

    5-اجعل حبك و شوقك وهمك كله لله وحده و اجمع قلبك عليه.
    6- ضع معرفة الله على قائمة أولوياتك .
    أحبتي ..
    من الآن اعزموا على معرفة الله
    فكل أبواب معرفته مشرعة على مصراعيها.
    أسأل الله لي و لكم علماً نافعاً
    و عملاً بهذا العلم
    وترقبوا معي
    الشروحات القادمة لأسماء الله الحسنى
    كونوا بالقرب
    *الأبيات السابقة للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني



  6. ٢(رب العالمين) حينما يغوص القلب باسمه الرب

    كنت أتحدث مع قريبتي التي ذهبت للعلاج مع جدتها في الخارج ،

    فقالت لي: استشعرت اسم الله الرب في الغربة وتعلمت أموراً لم أتعلمها في بلدي.

    كان حديثها بالنسبة لي إشارة مباشرة لأن نتعرف عن اسم الله ( الرب )
    حيث مكثت أتأمل في عبارتها فقلت:
    سبحان الله الرب , الذي يقدر لعباده الأقدار بنوعيها ( الشاقة والسعيدة ),
    ليستخرج منهم عبوديتهم له سبحانه
    وحتى يستشعروا أنه هو الرب الذي لا بد أن تتعلق قلوبهم به..
    إننا كثيراً ما نردد ( يارب .. الله ربي .. رباني الله )
    وعلى ذلك نحتاج أن نتعرف عن معنى اسم الله ( الرب ),
    وكيف نعمل بمقتضى هذا الاسم ونتلذذ بمعايشته..
    هيا ..
    لنفتح القلوب .. ونفرغ النفوس لاستقبال هذه الكلمات
    علها تطرق سويداء قلوبنا.. ويكون لها أعمق الأثر..
    نبدأ بسم الله متوكلين على الفتاح الذي يفتح لعباده كل المغاليق

    ويفتح القلوب لمعرفته
    إننا كثيراً ما نردد ( الحمدلله رب العالمين) فما معناها؟
    لغة : الرب هو الذي يربي غيره و ينشئه شيئاً فشيئاً
    و يطلق على المالك و السيد و المدبر و المربي و القيم و المنعم
    يقول العلامة السعدي رحمه الله:
    الرب هو المربي جميع عباده بالتدبير و أصناف النعم
    حيث دائما ما نحصر التربية على الأم و الأب و المعلم أو الشيخ المربي أو الداعية
    ولكن لو ذهبنا للأصل و فهمنا اسم الله الرب
    سنعلم أن هؤلاء ( أسباب )
    لكن المربي على الحقيقة هو الله
    فنحن جميعاً يربينا الله , ستقول كيف؟
    اقرأوا معي هذه الكلمات للشيخ السعدي رحمة الله عليه:
    تربية الله لخلقه نوعان عامة و خاصة
    فالعامة : هي خلقه للمخلوقين و رزقهم و هدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
    والخاصة : تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان و يوفقهم له و يكمله هم و يدفع عنهم الصوارف، و العوائق الحائلة بينهم و بينه ، و حقيقتها التوفيق لكل خير و العصمة عن كل شر .
    انتهى كلامه رحمه الله
    لاحظوا معي في تربية الله العامة ,
    أنه يربي جميع المخلوقين
    “كافرهم و مسلمهم
    يرعاهم جميعهم ويرزقهم ويعتني بهم .
    و في التربية الخاصة :
    “هي تربيته لأوليائه الذين يحبهم ويحبونه”
    أي الذين تقربوا منه بقوة و صار همهم رضاه
    “يربيهم بإيمانهم”
    أي يختبرهم و يصنع لهم المواقف ليرى مدى قوة إيمانهم
    ولننتبه على نقطة مهمة جداً
    أن كل انسان يتعرض لتربية الله الرب بحسب إيمانه
    فقد يضعك الله في موقف و يضع صاحبك في نفسه
    لكنه يربيك تربية تختلف عن تربية الله لصاحبك
    لأن كل منكما إيمانه يختلف عن الآخر
    إذ أن الله الرب يوفق أوليائه للإيمان
    كأن ترى أن الله قد رزقك حباً عظيماً للقرآن فهذا من توفيق الله الرب
    “و يكمله لهم” :
    أي قد يكون هناك قصور في يقينك في أمور من الأمور و الله الرب يكمل لك يقينك به فهذا من اسم الرب
    “و يدفع الصوارف و العوائق الحائلة بينهم و بينه”..
    كيف ذلك؟
    قد يتعلق قلبك بابن و يتسبب هذا التعلق ببعدك عن الله
    فيربيك الله إما بموته أو ببعده عنك
    لأن الله يعلم أن هذه المحبة الكبيرة لهذا الابن قد حالت بينك وبينه مما تسبب بدمار قلبك .
    وربما يخطر على أذهاننا سؤال واقعي عملي..
    ألا وهو :
    كيف نتعايش مع اسم الله الرب؟
    1- تعلم العلم الشرعي النافع و اعلم أنه أعظم تربية لك
    2- اعلم أن الله هو الذي يربيك و يربي من حولك و يربي أبنائك ،
    لذلك إذا ابتليت بصعوبة تربية أبنائك فارفع يديك لله الرب
    و اطلب منه أن يربيهم التربية التي ترضيه عنهم و يعينك على تربيتهم.
    3- تبصر بالمواقف و الأقدار التي تقدر عليك و استشعر انها مليئة بتربية الله لك ، و اطلب من الرب أن يبصرك بها
    4- كن مربياً فاضلاً لأبنائك ومن حولك و اطلب من الرب أن يعطيك الأسلوب الحسن في التربية
    5- ربِّ نفسك على الطاعة و المجاهدة ، وحينما تبتلى بالذنوب ربِّ نفسك بالتوبة
    ختاماً ..
    هناك مواقف كثيرة تحصل لنا في اليوم و الليلة مليئة بتربية الله لنا
    و لكن هل نفهم و نستشعر أن الله يربينا أم أننا لا نعي لذلك؟
    الله الرب يربيك بكلمة قلتها للناس ثم يختبرك هل عملت بها؟
    الله الرب هو الذي يربيك برزق لطالما انتظرته
    الرب الذي يربيك بسوء أخلاق البعض
    الرب الذي يربيك بابتلاء شاق
    كلما ازددنا فهماً و عبادةً و دعاءً لله باسمه الرب فإنه – سبحانه – بلا شك يعطينا البصيرة به
    نحتاج أن نفهم تربية الله الرب لنا ومراده من أقداره علينا
    ارفع يديك و قل يارب ثم سمِّي حاجتك.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.