الفرق الصريح بين البنوك الاسلامية والبنوك التقليدية

أولاً هناك فرق جذري بين الربا والمرابحة الشرغية غابت عن بال الكثيرين :
فالربا كما هو معروف قرض بفائدة أي أن أعطيك قدر من المال وأطالب بك به مع زيادة على المبلغ وهو الربا الذي ذكر بالقرآن الكريم وهو الذنب الوحيد الذي أعلن الله سبحان وتعالى الحرب عليه علانية في قوله تعالى (فاذنوا بحرب من الله ورسوله) إلى آخر الآيات, والبنك الوطني أو غيره من البنوك التقليدية عقد القرض عندهم صريح جداً وعقد قرض مع فائدة وهذه الفائدة ليست ثابته كما يحاول البعض أن يبين أن البنك حدد الفائدة مسبقا وهذا غير صحيح فالقرض من البنوك التقليدية مفتوحة الفائدة, مثال:

قيمة القرض 10000 والفائدة المحددة مسبقا والمكتوبة بالعقد 10% أي ما يعادل 1000 د.ك أي الإجمالي 11000 ولكن ما لاينتبه له الكثير من الناس وهم للأسف يوقعون على هذه العقود دون حتى قراءة لما يتضمنه العقد ليتبين ما له وما عليه أن مع زيادة البنك المركزي للفائدة فالبنوك التقليدية ليست مستعدة لتحمل هذه الفائدة وتقليل أربحها من هذه العقود بل تزيد الفائدة على القرض لأن القرض أصلاً يسمح بزادة الفائدة مسبقاً دون الرجوع للعميل فزيادة البنك المركزي للفائدة على البنوك لا يتحملونها نهائياً بل يُحملونها المقترضين عندهم لهذا تجد كثير من الناس أن كل شهر يخصم منه قيمة القسط المستحق عليه يختلف عن الشهر الذي قبله فمثلاً:

ان كان قيمة القسط الشهري 200 د.ك مع زيادة الفائدة يصبح القسط الشهر 220 د.ك وهكذا في كل مرة يتم زيادة الفائدة من قبل البنك المركزي يتم كذلك زيادة الفائدة على العميل وزيادة كذلك بالقسط, هناك من سوف يحتج ويقول هناك احتمالية أن يقلل البنك الكرزي الفائدة فتقلل البنوك الفائدة وهذا يترتب عليه تقليل القسط, وهذا الكلام صحيح, ولكن بشكل عام متى آخر مرة تم فيها تقليل الفائدة من البنك المركزي وكم تم تقليل الفائدة بال30 سنة الأخيرة , وان قللها فكم مرة بالمقابل رفع نسبة الفائدة, إذاً لا توجد مقارنة,
وهذه الزيادة بالقرض الغير ثابته, هي أشبه ما تكون بالربا الذي كان منتشراً بالجاهليه قبل الاسلام حيث كلما تأخر المقترض عن السداد زاد عليه قيمة القرض وهذا هو عين الربا لا شك مع اختلاف الأسماء والمسميات, فاليوم يسمى قرض بفائدة للتقليل من وقعها على أذن السامع فهي أجمل من أن تقول ربا.

الجانب الآخر البنوك الإسلاميه:

كأمثال بيت التمويل الكويتي وبنك بوبيان وغيرهم من البنوك في الكويت فطريقة العقد هي وفق الشريعة الإسلامية لا شٌبهة فيه, مثال:

عند حاجتك لشراء مجموعة من الأثاث مثلاً طريقة البنك بالتعامل هي المرابحة وهي كالتالي ونرجوا الانتباه:

يقوم البنك بشراء مجموعة الأثاث التي قمت باختيارها من أحد المحلات التجارية ولنفرض أن إجمالي قيمتها هي 1000 د.ك وبعد أن يشتريها وتملكها يقوم هو بدوره البنك ببيعها عليك بقيمة ولنفرض 1100د.ك أي أنه باعك الباضعة بسعر أعلى وهذا حقٌ للبنك وهو لم يلزمك بهذا السعر إن أردت الشراء مني فسوف تكوني أرباحي 100د.ك مقابل أني سهلت عليك عملية الشراء حيث لايتوفر لك شرائها نقداً , فهو كعروض البيع المتوفرة بالسوق, تجد أن البضاعة في هذا المحل بقيمة 1000 د.ك والمحل الآخر بقيمة 1100د.ك والمكسب بكلا الحالتين حلال حيث لم يجبرك صاحب المحل على الشراء فأنت الذي اخترت, وكما يقال (التجارة شطارة)

الفرق الثاني والأهم هو :

أن البنك الاسلامي بعد أن يتم عقد المرابحة فالربح مأخوذ محدد سلفا وهو بنفس الوقت لم يقدم لك قرضا نقداً وأخذ عليه الفائدة بل اشترى البضاعة التي تريدها وزاد عليك ثمنها وقسطها عليك بأقساط متساوية دون فائدة فعند زيادة البنك المركزي الفائدة لا يزيدها عليك نهائياً حيث أنه ملتزم معك بعقد المرابحة الذي تم إبرامه معك مهما كانت الخسارة التي يمكن أن يتحملها البنك ولكن يرفع نسبة الربح في العقود الجديد وأؤكد مرة ثانية حتى لا يفهمني الناس غلط فقط الزيادة في العقود الجديدة التي يبرمها البنك مع العميل بعد زيادة البنك المركزي الفائدة أي بمعنا أكثر دقة:

عقد المرابحة القديم كانت الربح فرضاً 100د.ك ولكن إذا أردت أن تبرم عقد جديد الآن بعد زيادة البنك المركزي الفائدة سوف يكون الربح فرضاً 150د.ك
وعقد المرابحة القديم لم يتأثر مازال مستمراً بالربح المتفق عليه سابقاً وهو 100د.ك وأما إن أردت عقداً جديداً فسوف يكون الربح مع العقد الجديد 150د.ك وكذلك ربحه ثابت لا يتغير مع تغير الفائدة.
أرجوا أن تكون الصورة واضحة وأن لا يكون فيها أي لبس.

أما نسبة الربح تكون عاليه عند البنوك الإسلامية وهي اكثر من البنو التقليدة فهذا غير صحيح البته, فالنسبة التي ياخذها بيت التمويل الكويتي فرضاً على السيارات هي 31% والنسبة التي يأخذها البنط الوطني 33% وهي نسبة تختلف من بنك إلى بنك وغير ثابته وليس هذا مأخذ على البنك الإسلامية سواء كان أعلى أو أقل من البنوك التقليديه فهو بنهاية بنك ويريد الاستفادة من السوق وان كان كما قلنا أن النسبة ليست عالية بل تعتبر من أقل النسب بالسوق , ويا اخوات ألا ترون العملاء بشكل عام وكيف توجههم إلى البنوك الاسلامية بشكل عام, وانظروا إلى البنوك التي تحولت من بنك تقليدي إلى بنك إسلامي لما رأت من اكتساح البنوك الإسلامية للسوق ألم يتسائل أحد ما السبب, إن ظاهره البنوك الإسلاميه إن صحت العبارة بدأت تستقطب الدول الغربيه حيث أتاحت عدة بنوك غربية وأمريكة المجال للتعامل الإسلامي وإن كانت نسبة المشاركة منخفضة فهي لنجاحها بالدول السلامية بشكل ملحوظ وتوجه المسلمين ناحيتها وحتى من غير المسلمين بحبث تفضل التعامل مع بنك تكون نسبة أرباحه ثابته على أن تكون النسبة مجهولة غير معلومه.

ويا أخوات ألا ترون مشاكل القروض في الكويت ومعاناة الكويتيين, إن الشخص منهم ينصدم عندما يراجع البنك بعد خمس أو عشر سنوات أو حتى خمسة عشر سنة ويكتشف انه لم يسدد من أصل الدين إلا 100 د.ك وطول تلك الفترة الماضية كان يسدد فوائد القرض.

والله يااخوات أن عايشت حاله مع أحد الأقارب حيث أقترض من البنك 70000 قرض عقاري واكتشف يعد 20 سنة أنه لم يسدد من أصل الدين إلا 3000 بعد هذه المدة الطويلة وعندما يسر له الله أن يسدد بقية المبلغ المستحق عليه وذهب لمراجعتهم قالو له : راجعنا على الشهر القادم حيث أن هناك فوائد على القرض لم تحصل بعد ولم نعرف كم بالضبط المبلغ المستحق علبك سوف نتصل بك ونبلغك لتسدد قرضك.

يا خوان كل من يعمل في وظيفة مصرفية بالبنك يعلم أن هناك فرق بين القروض وأنواع ومنها:

القرض الاستهلاكي
القرض العقاري
وهناك قروض تقدم للشركات بالملايين تختلف عن قروض الفراد لا يسع المجال لذكرها.

هناك من يعيب على بيت التمويل أن نسبة القرض العقاري تصل إلى 50% نعم هذا صحيح, ولكن مع هذا لم يلاحظ أحد أن أكثر المقترضين القرض العقاري أغلبهم يتجهون إلى بيت التمويل,نعم فكما أسلفت البنوك التقليدية تعطيك 70000 د.ك وتاخذ منك فائدة تصل قيمتها تقريبا إلى 270000د.ك فكم هنا الضعف بالفائدة وهذا نتيجة الفائدة المركبة على مر السنين ولا يغركم ما تم الاتفاق عليه ببداية العقد حيث أن تتغير الفائدة كما أسلفت, ولكن بيت التمويل أو غيره من البنوك الاسلاميه يأخذ ما يعادل 50% والعقد ينص على أن البنك يمولك بنصف المبلغ مهما كان سواء 70000د.ك أو أكثر فهو مستعد لتمويلك, وعندما قلت عن البنوك التقليدية أن النسبة أعلى أرجو ألا يخرج احد من المنتدى ويقول أن قمت بمعاملة قرض مع احد البنوك التقليدية وكانت النسبة أو الفائدة امأخوذة مني على مر السنين حتى انتها قرضي لم تكن كما قلت بل أقل, فأنا أتكلم بشكل عام دون تخصيص بنك, أتكلم عن البنوك التقليدية بشكل عام, مع اختلاف العروض المقدمة من البنوك بين الفينة والأخرى, سواء أقل فائدة أو أعلى فالبنوك كما هو معلوم تتنافس في كسب العميل, ولكن الغاية في النهاية هي المقارنة بين البنوك التقليدية والبنوك الاسلامية.

ويا أخوات الفرق بين الحلال والحرام بسيط جداً فرسولنا الكريم(ص) يقول: الحلال بين والحرام بين فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه.

فالادعاء أنه لا يوجد فرق بين البنوك السلاميه والبنوك التقليدية فبناهيه كلاهم اخذ علينا فوائد وأرباح غير صحيح, لو سلمنا بهذا الكلام فما الفرق إذاً بين الزواج و الزنا والعياذ بالله تعالى فكلهما وعفو على الكلمه يمارسون المتعة سوف نحتج ونقول أنه ليس بينهم فرق سوى ورقة عقد الزواج, إن هذه الورقة هي شريعة الله في خلقه وهي التي يمكن أن تدخلك الجنه بإذن الله ومن دونها تدخل النار والعياذ بالله, فالفاصل بين الحلال والحرام خط بسيط يرجى النتباه له كذلك التعامل بالمال فهو يعتمد على بصيغة العقد المبرم أن كان قرض بفائدة وإن قلت الفائدة عن البنك الاسلامي فهو حرام وان كان عقد مرابحة وان زاد ربحه عن البنك تقليدي فهو حلال لا غبار عليه .

ونرجوا ألا تفهموني غلط يا أخوات فهي ليست دعاية للبنوك الاسلاميه وان كنت أأخذ عليها الأخطاء الإدارية والتنسيق والترتيب بشكل عام على البنوك الاسلامية بل هو بيان لحكم الشارع في عقود الربا وعقد المرابحة الشرعية والمشتبهات على الناس.

وأرجو أن أكون وفقت بالرد وان لا اكون قد أسئت لأحد بالخطأ.

والحمد لله .