يحدث النمو الجسماني باستمرار ويظهر ذلك من خلال ملاحظتنا لزيادة الاطفال في الحجم. وفي اختلاف التغيير الحاصل في ذلك وفي نسبة هذا التغيير. يستمر النمو بشكل سريع من الولادة وحتى سن الثانية ثم يبطؤ لفترة قصيرة تسبق البلوغ حيث يأخذ النمو عندها بالتسارع. فطول معظم الاولاد يكون حين الولادة من 18 الى 22 بوصة، ثم يزيد خلال السنة الاولى بمعدل 50٪ وبعدها يزداد بمعدل 2-3 بوصة كل عام.
اما الزيادة في الوزن فهي اكبر من الزيادة في الطول لاسيما خلال السنوات ما قبل المدرسة اذ يتضاعف وزن الطفل في الشهر السادس عما كان عليه حين الولادة وفي نهاية العام الاول يبلغ ثلاثة اضعاف ثم تنخفض الزيادة لتبلغ من 2-3 كغم كل عام في سنينه الاولى ومع هذا فلا تعتبر كل زيادة في الوزن دلالة على الصحة اذ العبرة في كيفية النمو لا في كميته.
اما بالنسة للنمو الاجتماعي فيبدأ هذا النمو حين يميز الطفل بين الاشياء والناس وتتم اول تجربة اجتماعية له حين نطعمه او نحميه ومن خلال عنايتنا بجسمه حيث ينتبه الى وجود من حوله وما دام الطفل ينمو ككل متكامل وتتأثر انواع النمو بعضها مع بعض فان تقديرنا للنمو الاجتماعي والتخطيط له ليلاقي احتياجات الطفل في علاقته الاجتماعية هو شيء صعب ومعقد.
ان بداية الوعي الاجتماعي يتعلق بشعور الامن والطمأنينة الذي هو عامل اساسي للنمو السليم للشخصية ومن الناحية العملية فكل ما يقال عن النمو العاطفي نطبق ونفس المقياس على النمو الاجتماعي. وفي النهاية وحتى نرسي قواعد النمو الاجتماعي السليم عند الطفل فلابد ان نبني عنده الثقة بكل قدراته وامكانياته التي يمتلكها، وحتى يصبح الطفل اجتماعيا فلابد له من صحبة الكبار الذين يكونون اكثر منه سنا وخبرة فهو يتعلم منهم كيف يتصرف وكيف يكتسب الخبرات الاجتماعية ثم تزداد صلته بالصغار من سنة لسنة كلما تقدمت به السنين.
الروضه وأهميتها
لقد دلت كثير من الدراسات القائمة على البحث. ان طفل الروضة بمقارنته باطفال اكبر منه سنا هو على درجة كبيرة من التقبل والميل للبحث والاستكشاف، كما اتضح ان لديه قدرته على الابداع الذ لا يقفه التقاليد او الخبرات الرادعة المتكررة الامر الذي من شأنه ان يجعل الطفل مستعدا لان يرى ويسمع ويتذوق ويشعر باشياء جديدة كلما امكن توفيرها له في البيت او الروضة، وهنا يجب ان يكون واضحا ان الروضة لايمكن ان تكون بديلا عن البيت وانما هي مكملة له في اداء المهمة بالنسبة للطفل لانها تعمل على تزويده بخبرات فريدة جديدة عن طريق توفيرها للاطفال فرص الاختلاط المنظم مع اقرانهم خارج بيوتهم والعمل على تنمية الاتجاهات لديهم نحو انفسهم ونحو غيرهم مما سيكون له اثره البالغ فيما سيتعلمونه في المستقبل.
ومن الملاحظ ان الطفل يستجيب بشكل ايجابي الى التوجيه اذا توفرت له الحرية ووجد المكان المناسب وحتى يتعلم استخدام جسمه مثلا بشكل فعال يجب ان تتاح له الفرص ليمارس فيها مهاراته الحركية بطريقته الخاصة رغم ما قد يصادفه في اثناء ذلك من بعض المشكلات والصعوبات كما ان نجاحه وفشله فيما يقوم به سيرسم اتجاهاته نحو المستقبل.
ومن هنا فان على الروضة ان تعمل على مساعدة الطفل لاثارة تفكيره وتوفر له الفرصة للتجربة وحل المشكلات واستخدام الخيال بواسطة ما يتوافر فيها من مواد وتجهيزات ووسائل وما تعده من تخطيط جيد فكل هذا يعمل على تنمية تفكيره واثارة فضوله للمعرفة وحب الاستطلاع وهذا بدوره يشكل اساسا قويا للتعلم فيما بعد وعليه فانه يقع على عاتق الروضة بلوغ الاهداف التربوية المنشودة، وهي كالتالي:
اولا ان تنمي في الطفل شعوره بالثقة في نفسه وفي الاخرين ونمو الثقة بالنفس هي مسألة فردية تتقبل باحاسيس الطفل عن نفسه وعن العالم الذي يعيش فيه
ثانيا ان تنمي نزعة الطفل بالاستقلال وتشعره بانه شخص قادر على ان يقرر ما يتعلق بنفسه
ثالثا توفير الوسائل المناسبة التي يتمكن الطفل من خلالها من استكشاف بيئته ومحيطه.
يعد المفكر الفرنسي الشهير جان جاك روسو من اشهر المفكرين الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، ان الحديث عنه لم ينقطع حتى الوقت الحاضر بسبب اهمية ارائه التربوية و السياسية على حد سواء.
لقد ألف روسو كتابه السياسي الشهير العقد الاجتماعي كما ألف كتابه التربوي الشهير اميل الذي احدث ثورة في المفاهيم التربوية وقد نفذ صوته الى اوروبا معلنا حقوق الطفل ببلاغة اشد مما اعلنت به حقوق الانسان. وبذلك ازيلت الافكار الخاطئة القائلة بوجود الغرائز الشريرة عند الطفل وبذلك يكون روسو قد وضع الأسس الصحيحة للنظرية الحديثة في التربية حيث سبق بذلك كلا من بستالوتزي وفروبل ولقد اعلن روسو بكل جرأة حق الطفل في اسعادة وطالب باقامة وزن كبير لميوله ورغباته واهتماماته.
وهو يعزو معرفتنا الخاطئة للطفل لكوننا لا نعرف شيئا عن الاطفال فيقول: نحن لا نعرف شيئا عن الطفولة نظرا لافكارنا الخاطئة في التربية فاننا كلما تقدمنا كلما ضللنا السبيل في معرفة تفكير الاطفال، فاعقل المربين يقومون في التحري عن الرجل في شخص الطفل دون ان يعتبروا ما هو عليه قبل ان يصبح رجلا ولهذا ينبغي ان نقوم بدراسة ادق عن الطفولة، لانه من الواضح اننا لا نعلم شيئا عنها.
ويشكو روسو التربية القاسية التي تضحي بالحاضر مقابل مستقبل غير واضح المعالم تلك التربية التي تكبل الطفل بجميع انواع القيود وتبدأ بان تجعل الطفل تعيسا لكي تجعله مستعدا لسعادة اجلة نوعا ما وقد لايتاح له التمتع بها مطلقا كيف استطيع ان اتامل دون امتعاض وغضب اولئك التعساء والمساكين الذين اخضعوا الى العبودية لا تطاق وبذلك يضيع عمر الفرح البريء سدى في الدموع والقصاص والتهديد والعبودية واي حكمة يمكنك ان تجد اعظم من العطف ولذا احب الطفولة وتسامح مع عبثها ولذاتها وغرائزها البهيجة ولا تأخذ من هؤلاء الابرياء الفرح الذي سرعان ما ينتهي ولا تسلبهم تلك النعمة الغالية.
يحدث النمو الجسماني باستمرار ويظهر ذلك من خلال ملاحظتنا لزيادة الاطفال في الحجم. وفي اختلاف التغيير الحاصل في ذلك وفي نسبة هذا التغيير. يستمر النمو بشكل سريع من الولادة وحتى سن الثانية ثم يبطؤ لفترة قصيرة تسبق البلوغ حيث يأخذ النمو عندها بالتسارع. فطول معظم الاولاد يكون حين الولادة من 18 الى 22 بوصة، ثم يزيد خلال السنة الاولى بمعدل 50٪ وبعدها يزداد بمعدل 2-3 بوصة كل عام.
اما الزيادة في الوزن فهي اكبر من الزيادة في الطول لاسيما خلال السنوات ما قبل المدرسة اذ يتضاعف وزن الطفل في الشهر السادس عما كان عليه حين الولادة وفي نهاية العام الاول يبلغ ثلاثة اضعاف ثم تنخفض الزيادة لتبلغ من 2-3 كغم كل عام في سنينه الاولى ومع هذا فلا تعتبر كل زيادة في الوزن دلالة على الصحة اذ العبرة في كيفية النمو لا في كميته.
اما بالنسة للنمو الاجتماعي فيبدأ هذا النمو حين يميز الطفل بين الاشياء والناس وتتم اول تجربة اجتماعية له حين نطعمه او نحميه ومن خلال عنايتنا بجسمه حيث ينتبه الى وجود من حوله وما دام الطفل ينمو ككل متكامل وتتأثر انواع النمو بعضها مع بعض فان تقديرنا للنمو الاجتماعي والتخطيط له ليلاقي احتياجات الطفل في علاقته الاجتماعية هو شيء صعب ومعقد.
ان بداية الوعي الاجتماعي يتعلق بشعور الامن والطمأنينة الذي هو عامل اساسي للنمو السليم للشخصية ومن الناحية العملية فكل ما يقال عن النمو العاطفي نطبق ونفس المقياس على النمو الاجتماعي. وفي النهاية وحتى نرسي قواعد النمو الاجتماعي السليم عند الطفل فلابد ان نبني عنده الثقة بكل قدراته وامكانياته التي يمتلكها، وحتى يصبح الطفل اجتماعيا فلابد له من صحبة الكبار الذين يكونون اكثر منه سنا وخبرة فهو يتعلم منهم كيف يتصرف وكيف يكتسب الخبرات الاجتماعية ثم تزداد صلته بالصغار من سنة لسنة كلما تقدمت به السنين.
الروضه وأهميتها
لقد دلت كثير من الدراسات القائمة على البحث. ان طفل الروضة بمقارنته باطفال اكبر منه سنا هو على درجة كبيرة من التقبل والميل للبحث والاستكشاف، كما اتضح ان لديه قدرته على الابداع الذ لا يقفه التقاليد او الخبرات الرادعة المتكررة الامر الذي من شأنه ان يجعل الطفل مستعدا لان يرى ويسمع ويتذوق ويشعر باشياء جديدة كلما امكن توفيرها له في البيت او الروضة، وهنا يجب ان يكون واضحا ان الروضة لايمكن ان تكون بديلا عن البيت وانما هي مكملة له في اداء المهمة بالنسبة للطفل لانها تعمل على تزويده بخبرات فريدة جديدة عن طريق توفيرها للاطفال فرص الاختلاط المنظم مع اقرانهم خارج بيوتهم والعمل على تنمية الاتجاهات لديهم نحو انفسهم ونحو غيرهم مما سيكون له اثره البالغ فيما سيتعلمونه في المستقبل.
ومن الملاحظ ان الطفل يستجيب بشكل ايجابي الى التوجيه اذا توفرت له الحرية ووجد المكان المناسب وحتى يتعلم استخدام جسمه مثلا بشكل فعال يجب ان تتاح له الفرص ليمارس فيها مهاراته الحركية بطريقته الخاصة رغم ما قد يصادفه في اثناء ذلك من بعض المشكلات والصعوبات كما ان نجاحه وفشله فيما يقوم به سيرسم اتجاهاته نحو المستقبل.
ومن هنا فان على الروضة ان تعمل على مساعدة الطفل لاثارة تفكيره وتوفر له الفرصة للتجربة وحل المشكلات واستخدام الخيال بواسطة ما يتوافر فيها من مواد وتجهيزات ووسائل وما تعده من تخطيط جيد فكل هذا يعمل على تنمية تفكيره واثارة فضوله للمعرفة وحب الاستطلاع وهذا بدوره يشكل اساسا قويا للتعلم فيما بعد وعليه فانه يقع على عاتق الروضة بلوغ الاهداف التربوية المنشودة، وهي كالتالي:
اولا ان تنمي في الطفل شعوره بالثقة في نفسه وفي الاخرين ونمو الثقة بالنفس هي مسألة فردية تتقبل باحاسيس الطفل عن نفسه وعن العالم الذي يعيش فيه
ثانيا ان تنمي نزعة الطفل بالاستقلال وتشعره بانه شخص قادر على ان يقرر ما يتعلق بنفسه
ثالثا توفير الوسائل المناسبة التي يتمكن الطفل من خلالها من استكشاف بيئته ومحيطه.
يعد المفكر الفرنسي الشهير جان جاك روسو من اشهر المفكرين الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، ان الحديث عنه لم ينقطع حتى الوقت الحاضر بسبب اهمية ارائه التربوية و السياسية على حد سواء.
لقد ألف روسو كتابه السياسي الشهير العقد الاجتماعي كما ألف كتابه التربوي الشهير اميل الذي احدث ثورة في المفاهيم التربوية وقد نفذ صوته الى اوروبا معلنا حقوق الطفل ببلاغة اشد مما اعلنت به حقوق الانسان. وبذلك ازيلت الافكار الخاطئة القائلة بوجود الغرائز الشريرة عند الطفل وبذلك يكون روسو قد وضع الأسس الصحيحة للنظرية الحديثة في التربية حيث سبق بذلك كلا من بستالوتزي وفروبل ولقد اعلن روسو بكل جرأة حق الطفل في اسعادة وطالب باقامة وزن كبير لميوله ورغباته واهتماماته.
وهو يعزو معرفتنا الخاطئة للطفل لكوننا لا نعرف شيئا عن الاطفال فيقول: نحن لا نعرف شيئا عن الطفولة نظرا لافكارنا الخاطئة في التربية فاننا كلما تقدمنا كلما ضللنا السبيل في معرفة تفكير الاطفال، فاعقل المربين يقومون في التحري عن الرجل في شخص الطفل دون ان يعتبروا ما هو عليه قبل ان يصبح رجلا ولهذا ينبغي ان نقوم بدراسة ادق عن الطفولة، لانه من الواضح اننا لا نعلم شيئا عنها.
ويشكو روسو التربية القاسية التي تضحي بالحاضر مقابل مستقبل غير واضح المعالم تلك التربية التي تكبل الطفل بجميع انواع القيود وتبدأ بان تجعل الطفل تعيسا لكي تجعله مستعدا لسعادة اجلة نوعا ما وقد لايتاح له التمتع بها مطلقا كيف استطيع ان اتامل دون امتعاض وغضب اولئك التعساء والمساكين الذين اخضعوا الى العبودية لا تطاق وبذلك يضيع عمر الفرح البريء سدى في الدموع والقصاص والتهديد والعبودية واي حكمة يمكنك ان تجد اعظم من العطف ولذا احب الطفولة وتسامح مع عبثها ولذاتها وغرائزها البهيجة ولا تأخذ من هؤلاء الابرياء الفرح الذي سرعان ما ينتهي ولا تسلبهم تلك النعمة الغالية.