تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » د. محمد الغامدي استشاري العيون الليزك وجراحة القرنية والماء الأبيض والحول

د. محمد الغامدي استشاري العيون الليزك وجراحة القرنية والماء الأبيض والحول

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسليننبينا محمد صلى الله عليه وسلم


د. محمد الغامدي استشاري العيون الليزك وجراحة القرنية والماء الأبيض والحول
الحول مشكلة تعيق النظر لكنها قابلة للعلاج

إعداد – عماد درويش

تتعدد الأمراض التي تصيب عيون الأطفال خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة ومن بين تلك الأمراض الحول، وهو من أمراض العين الشائعة والمنتشرة بين الأطفال حيث يلقي مزيدا من الأضواء حوله الدكتور محمد الغامدي استشاري الليزك وجراحة القرنية والماء الأبيض والحول في مركز ابن رشد التخصصي والذي قال:

لعل من المناسب أن نبدأ من التعريف لنتمكن من التوسع في الحديث عن الحول والذي يعرف بأنه «اختلال وضع العينين أو إحداهما بحيث يظهر أن العينين لا تكونان في اتجاه واحد» ويعتبر الحول الحالة الأكثر ملاحظة عند الأطفال حيث يقدر المختصون أن 5% من الأطفال مصابون بأحد أنواع الحول.

الحول أنواع

وهناك اعتقاد سائد بين مختلف فئات المجتمع أن للحول نوع واحد إلا أن الحقيقة العلمية المعروفة لدى المختصين أن للحول أنواع عدة نوجزها فيما يلي:

– حول داخلي ويعرف بالحول «الإنسي» حيث تكون العين منحرفة للداخل.

– حول خارجي ويعرف أيضا بالحول الوحشي وفي هذا النوع من الحول تكون العين منحرفة للخارج.

– الحول العلوي: تكون العين في هذه الحالة منحرفة للأعلى.

– الحول السفلي وهو عكس الحول العلوي وتكون العين فيه منحرفة للأسفل.

– الحول الشللي: وهو نوع من أنواع الحول يصاحبه قصور في حركة العين في اتجاهات معينة وذلك حسب نوع العصب المتأثر.

للحول أسباب

وتعود الإصابة بالحول إلى أسباب عدة نذكر الأسباب الخلقية إذ يلاحظ الحول خلال الأشهر الستة الأولى من العمر وتكون ناتجة عن وجود عيوب خلقية، وهناك العيوب الإنكسارية مثل طول النظر وهو الشائع عند معظم الأطفال المصابين بالحول، ومن بين الأسباب ضعف الرؤيا في إحدى العينين مثل وجود عتامة على القرنية أو العدسة، أورام الشبكية أو النزيف داخل الجسم الزجاجي، ومن بين أسباب الإصابة بالحول إصابة الأعصاب المسؤولة عن حركة عضلات العين بالشلل أو الضعف نتيجة وجود عيب خلقي أو وجود أورام في الدماغ أو وجود التهابات في العصب المغذي للعضلة المصابة وهناك أسباب أخرى ومنها بعض المتلازمات المرضية لدى الأطفال قد يصاحبها وجود حول .

الحول أعراض

وإذا تطرقنا لأبرز أعراض الإصابة بالحول يمكننا القول إن أعراض الحول يلاحظها والدي الطفل كما يمكن للمريض بالحول من البالغين ومن أبرز الأعراض عدم انتظام حركة العينين سويا، وبالنسبة للأطفال الأقل من عشر سنوات فإن عدم توازن العينين هو العرض الوحيد والواضح للإصابة بالحول أما بالنسبة للبالغين فإن إصابتهم بالحول من الممكن أن تؤدي إلى ازدواج في الرؤيا لديهم، ومن المهم هنا أن نوضح أن ازدواج الرؤيا أو عدم وضوحها بإحدى العينين قد يصيب الأطفال المصابين بالحول كذلك ولكن الدماغ يرفض الصورة المرسلة من العين المصابة بالحول لعدم وضوحها فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقف الطفل عن استخدام تلك العين بطريقة لا شعورية ويصاب نتيجة لذلك بكسل العين الذي يتطور بدوره تاركا الطفل يعاني من ضعف البصر بتلك العين المصابة مدى الحياة إذا ما بقيت الحالة دون علاج، وتسمى هذه الحالة بالعين الكسولة، وتعني أن العين تعاني ضعفا شديدا بالإبصار نتيجة إهمال الدماغ للصورة التي ترسلها تلك العين المصابة بالحول له رغم عدم وجود سبب عضوي لضعف البصر.

أعراض شائعة

ومن بين الأعراض الشائعة لدى الأطفال المصابين بالحول اتخاذ الطفل لوضعيات مختلفة برأسه في اتجاه معين ليستطيع توجيه العين المصابة بالحول في الاتجاه المعاكس فيتمكن بذلك من رؤية الأشياء بصورة متطابقة، ويتخلص من الرؤية المزدوجة للأشياء ومن بين المخاطر التي قد تنتج عن هذه الطريقة على المدى الطويل إلى إصابة عضلات العين بتشنج في عضلات الرقبة وفي حال أهملت تلك الحالة يكون علاجها صعبا.

هكذا يشخص الحول

أما تشخيص الحول وهو الدور الذي يقوم به الطبيب فإن أول ما يجب عليه أخذه بالاعتبار عند فحص مريض الحول هو التأكد من أن ذلك الحول حقيقي أو كاذب ففي الحول الكاذب يوحي الشكل الظاهر للعين بوجود الحول ولكن سرعان ما يتمكن الطبيب المعالج ومن خلال الفحص الدقيق أن العينين سليمتين وأن المريض يستطيع الإبصار بشكل سليم، وقد يكون الحول الكاذب نتيجة كبر أو صغر فتحة العين أكثر من المعتاد أو أن المسافة بين مركزي الحدقتين في العينين أصغر أو أكبر من المعتاد أيضا ولا تحتاج حالات الحول الكاذب لأي علاج وتختفي تلقائيا لدى الأطفال عند بلوغ سن السابعة أو الثامنة من العمر وقد تبقى أيضا مدى الحياة وفي جميع الأحوال هي لا تحتاج إلى علاج معين.

ويجب أن يحدد الطبيب المختص ما إذا كان الحول هو الظاهرة المرضية الوحيدة لدى المريض أو أنه عرض مصاحب لمرض آخر سواء بالقرنية أو العدسة أو الشبكية حيث يمكن أن يصيب أحد هذه الأمراض عين الطفل في الصغر ويؤدي عدم تشخيصه مبكرا إلى حدوث الحول بإحدى العينين، وبعد أن يتأكد الطبيب من أن الحول الذي أصاب العين حقيقيا وليس كاذبا يقوم بإجراء الفحوصات الطبية الأخرى وذلك لتحديد نوع الحول وقياس درجته ما يساعد في الوصول إلى التشخيص والعلاج الصحيحين.

علاج الحول

وفي معرض الحديث عن العلاج لحالات الحول لابد أن نشير إلى أنه من المهم تشخيص وعلاج كسل العين قبل الشروع في علاج الحول، ويستطيع الطبيب تحديد درجة الكسل ودرجة ضعف البصر من خلال قياس القدرة البصرية لدى الطفل حتى في الأشهر الأولى من العمر بواسطة أجهزة خاصة، ويمكن علاج كسل العين لدى الأطفال فقط حتى سن العاشرة أما في حالة الأطفال بعد سن العاشرة وفي حالات البالغين فإن نقص القدرة البصرية الذي يسببه كسل العين يصبح دائما ومن هنا تتضح أهمية تشخيص وعلاج الحول وكسل العين في سن مبكرة فكلما كان العلاج في سن مبكرة كانت النتائج أفضل.

كسل العين وعلاقته بالحول

وعلاج كسل العين يكون عادة عن طريق جملة من الإجراءات غايتها تنشيط النظر بالعين المصابة بالكسل وذلك بتغطية العين السليمة لفترات محدودة ويعتمد تحديد فترات التغطية على عمر المريض ودرجة كسل العين وبعد علاج الكسل يبدأ الطبيب بعلاج الحول والذي يعالج حسب أسبابه وهنا يصف الطبيب المعالج للمريض قطرة لتوسيع حدقة العين ليتم تجديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى النظارات الطبية وتحديد الدرجات المناسبة للنظارات التي يجب أن يستخدمها المريض طوال الوقت وأحيانا يستغني المريض بالحول عن النظارات عندما يتعدى الثانية عشرة من عمره وقد يضطر لاستخدامها في حالات أخرى بشكل دائم، وتتيح القطرة المستخدمة أثناء الفحص للطبيب فحص قاع العين «الشبكية والعصب البصري» بشكل دقيق، حيث تقوم هذه القطرات والمراهم بتوسيع حدقة العين إذ سيلاحظ المريض بعد وضع القطرات أن الأشياء القريبة في يده تصبح غير واضحة، كما سيزعجه ضوء الشمس وقد يكون من الضروري استعمال النظارات الشمسية للتخفيف من شعوره بعدم الارتياح، وقد تحدث تلك القطرات احمرارا في العين وارتفاعا بسيطا في درجة الحرارة، وفي حال ارتفعت درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية فإنه يجب التوقف عن استعمال القطرة.

الجراحة في الحول

وتحتاج بعض حالات الحول إلى إجراء عمليات جراحية لتقويم عضلات العين بعد استنفاد جميع الطرق البديلة للعلاج، وفي بعض الحالات يكون العمل الجراحي الحل العلاجي الوحيد الناجح منذ بداية الحول، وتجرى جميع عمليات الحول للأطفال والبالغين تحت التخدير العام وتجرى العمليات الجراحية لعلاج الحول برفع طبقة الملتحمة «وهي غشاء رقيق يغطي الصلبة أو بياض العين» ثم يتمكن الجراح من الوصول إلى عضلات العين الخارجية وهي ست عضلات مسؤولة عن تحريك العين في كافة الاتجاهات المراد إجراء الجراحة لها حيث يقوم بتقويتها أو إضعافها حسب حالة الحول عند كل مريض وبعد انتهاء العمل على العضلات يقوم الجراح بإعادة الملتحمة إلى وضعها الطبيعي فتغطى العضلات التي تمت الجراحة عليها دون أي أثر جراحي ملحوظ، ومن الطبيعي توقع ظهور احمرار العين لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد الجراحة، وفي الغالب يحتاج المريض إلى عملية جراحية واحدة لعلاج الحول وهناك حالات قليلة قد تحتاج إلى جراحتين أو أكثر بدلا من واحدة على فترات زمنية متباعدة وهو ما يعتمد على طبيعة وتشخيص الحالة كما يحتاج المريض إلى الاستمرار في استخدام النظارات الطبية بعد إجراء العملية.

دعوة للوالدين

وفي الختام يجب التأكيد على ضرورة اهتمام الوالدين بطفلهم وعرضه على طبيب العيون منذ الصغر وإن لم يشكُ من أعراض مرضية للتأكد من سلامة عينيه فكلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل والتغلب على المشكلة أسهل وخاصة خلال المرحلة العمرية من 3-4 سنوات وقبل الدخول إلى المدرسة، وفي حال ظهور أعراض الحول على الطفل يجب عرضه على الطبيب فورا حتى وإن لم يتجاوز عمره سنة واحدة، وعدم اتباع المفهوم الخاطئ والشائع عن الحول أنه ظاهرة طبيعية وسيزول تلقائيا بعد فترة من الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.