قدرة الحيوانات الأليفة الشافية ****

قدرة الحيوانات الأليفة الشافية

في الخمس عشرة سنة الماضية، أكد العلماء في كافة أنحاء العالم، من دون أي شك، القيمة العلاجية التي تجسدها الحيوانات الاليفة، التي يربيها الناس فيالمنازل. ففي كامبريدج، إكتشف العلماء البريطانيون، أن نسبة الاصابة بالاضطرابات الصحية الخفيفة تتراجع كثيرا لدى السكان، بعد مرور شهر على إقتناءهم حيوانا أليفا.
وفي مؤسسة بيكر للابحاث الطبية في ميلبورن، في استراليا، أظهرت الدراسات أن الفوائد الصحية التي يجنيها اصحاب الحيوانات الاليفة تتعدى ذلك بكثير. ففي دراسة شملت ستة الاف مريض، تبين أن إقتناء حيوان أليف يساعد على خفض ضغط الدم، وخفض ستويات الكوليسترول، ما يؤدي الى التخفيف من إمكانية الاصابة بمرض القلب لدى أصحاب هذه الحيوانات. وأظهر البحاثة الاميريكيون، في هذا المجال أيضا، انه حتى بعد الاصابة بنوبة قلبية، فإن صحة أصحاب الحيوانات الاليفة تكون أفضل من صحة الاخرين، الذين أصيبوا بنوبة مشابهة، لكنهم لا يملكون أي حيوانات. ويفسر الاخصائيون ذلك قائلين أن الامر بسيط، فالحيوانات الاليفة تساعد على خفض حالات الاهتياج ما يؤدي الى خفض ضغط الدم. فالحيوان الاليف يوفر للانسان واحدة من كبرى حاجاتة الاساسية، وهي الحاجة الى اللمس.

ويقول الدكتور يوكوياما أكيميتسو، وهو طبيب نفسي، في أحد مستشفيات طوكيو، إن الحيوان الاليف يمكن أن يساعدنا على التخفيف من الشعور بالوحدة، وذلك لانه يخلق لدينا شعورا بأن هناك من يحتاج الينا، كما يشجع على التواصل الاجتماعي مع الاخرين، والذين يهتمون بالحيوانات. كذلك فإن الحيوانات الاليفة تحثنا على ممارسة الانشطة البدنية الصحية، وتشغلنا وتجعلنا نشعر بالامان.
وتعطي الدكتورة اليابانية جين كاتو، مثالا على التأثير الايجابي للحيوانات في الانسان، فتقول إن الاشخاص الذين يمتلكون حيوانات أليفة، هم أكثر قدرة على التعامل مع المصاعب والمصائب من غيرهم. وتذكر حادثة الهزة الارضية التي أصابت مدينة كوب اليابانية في العام 1995، التي أجبرت عشرات الالاف على اللجوء إلى القاعات والملاعب الرياضية. وقد سمح للناس يومها بإحضار حيواناتهم الالفية معهم. وتبين أن أصحاب الحيوانات كانوا أكثر سعادة وأكثر قدرة على التعامل مع الكارثة، بالمقارنة بالاخرين. وتجدر الاشارة غلى أن اعدادا متزايدة من المؤسسات الطبية الاسيوية، أصبحت تولي إهنماما ملحوظا، بقدرةالحيواناتالاليفة العلاجية. ففي اليابان مثلا، يقوم أكثر من 900 متطوع بإصطحاب كلابهم، وقططهم وحيواناتهم الاليفة الاخرى إلى 160 مستشفى ومأوى للاطفال والمسنين في كافة أنحاء البلاد كل شهر.
ويلاحظ العاملون في الهيئات الصحية اليابانية، أن مفعول الحيوان الاليف يفوق مفعول الادوية، لدى المتقدمين في السن. ففي دراسة شملت اشخاصا تزيد أعمارهم على 65 سنة، تبين أن معدل الزيارات التي يقوم بها أصحاب الحيوانات الاليفة بينهم ينخفض بنسبة 30% عما هو عليه لدى الاخرين.
ويقول الدكتور جون ويدربورن، الذي يعمل في أحد المراكز الطبية، التي تستخدم الحيوانات الاليفة كوسيلة علاجية، في هونغ كونغ، إننا جميعا نتوق الى تلقي العطف والحب، لكننا نجد في بعض الاحيان صعوبة في الحصول عليهما من الناس، وفي المقابل نجد أن الحيوان الاليف، يوفر لنا الصداقة والحب والعطف، من دون أي شرط، فهو دائما ينتظرنا بفرح لالتقائنا.
وتجدر الاشارة الى أن الاطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية أو جسدية، هم الاكثر تعلقا بالحيوانات، والاكثر إستفادة من قدرتها على التخفيف من أعراضهم المرضية.

منقول للفائدة [/CENTER]