تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » يجب على الوالدين اختيار الأسم المناسب

يجب على الوالدين اختيار الأسم المناسب

بسم الله الرحمان الرحيمو الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

يجب على ط§ظ„ظˆط§ظ„ط¯ظٹظ† اختيارالأسم الحسن للمولود
في يوم الأربعاء الماضي كنت جالسة في عيادتي أستعرض ملف مريضتي الجديدة التي سوف يحين موعدها بعد قليل، ولكني فوجئت بان كاتب بيانات المريضة في ملفها لم يعتنِ بكتابة اسمها بالشكل الصحيح، فكتبه بسرعة أخلت بالمعنى فتحول اسمها إلى اسم قبيح المعنى!!
ولم يسعفني الوقت فقد دخلت عليّ المريضة ومعها أمها، فقالت الام: هذي بنتي فلانة .!!

فصعقت!! لقد سمتها امها بأسمها الذي قرأته قبل قليل .. اذن ليس هناك خطأ بل هو اسمها الحقيقي .!!

هل معقول هناك بنت اسمها بهذا المعنى القبيح في عصر الايمان والنور والعلم!!

ثم تكلمت امها معي بكلام لم افهمه!! فقد كنت في وادٍ وهي في وادٍ آخر..

ولكنني لم أستطع ان أتحمل الانتظار، فطلبت من الأم ان تأتي معي وخرجت معها خارج العيادة وسألتها: هل هذا هو اسمها الحقيقي؟ فقالت: نعم!! ..

قلت لها: وهل له معنى عندكم غير المعنى الذي أفهمه؟؟ سكتت الام قليلا ثم قالت: لا بل هو نفس المعنى الذي تفهمينه!!

سكتنا قليلا ثم صرخت بها: ولماذا؟ ماذنبها حتى تحمل اسما كهذا؟ هل هذا يجوز شرعاً أو يصح عرفاً؟؟

قالت الأم بصوت منخفض: الله يهدي أباها، عاد وش اسوي!!

سكت وأنا أتذكر قول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، ألا فأحسنوا أسماءكم )

ان التسمية الحسنة حق بسيط من حقوق الابناء التي أوجبها الإسلام على الأبوين ..اليس من الواجب أن نختار لهم اسماً حسناً ينادون به ويعرفون به ويتميّزون به عن بقية الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم (ان من حق الولد على الوالد أن يُحسن اسمه ويحسن أدبه )..

اسلامنا يحثنا على أن تحمل التسمية صفةً حسنة ومعنىً محموداً يدل على الرّفعة والطّهر ويبعث في النّفس راحة وفي القلب طّمأنينة ويشعر معه صاحبه بالعزة والفخار والاحترام لذاته، ويبعده عن سخرية الناس واستهزائهم .. فالأسماء القبيحة تثير سخرية الناس واستهزاءهم مما يولد في نفس صاحبها مرارة، وجرحاً غائراً، وقد يدفعه ذلك إلى الخجل الشديد، وعدم القدرة على مواجهة المجتمع، وقد يدفعه أيضاً إلى كراهية الناس والابتعاد عن خضم الحياة، وقد يسبب له امراضا نفسية لا تشفى كالانطواء والكآبة المزمنة إلى آخر القائمة المعروفة!!

لذا ندب الإسلام إلى التسمية الحسنة فقال صلى الله عليه وسلم (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)..

فالإسلام دين الأخلاق السّامية والذوق الرفيع والحياء المهذب لذلك فهو لا يرضى أن تطلق على اتباعه الأسماء السّيّئة والقبيحة..

ويقول أحد الأنصار قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي يقول: (يا فلان) فيقولون: مَهء يا رسول الله، إنه يغضب من هذا الاسم، فأنزلت آية (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ) .

ويروى أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى دار ابنته فاطمة رضي الله عنها حين ولدت الحسن ثم سأل: ماذا أسميتم ابني؟ فقال علي رضي الله عنه: اسمينه (حرب)، فكرهه صلى الله عليه وسلم وقال: (بل هو الحسن) ..

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: حزن فقال له: (أنت سهل) وأبو هريرة كان اسمه (عبد شمس) فغيّره رسول الله إلى (عبدالرحمن)، وغيّر أيضاً بعض الأسماء من حرب إلى سلم، ومن حزن إلى سهل، ومن عاصي إلى عبدالله، وبنو الزينة سماهم بني الرَّشدة، وسمى بني مُغوية ببني رشدة، لما لهذه الأسماء من مجافاة للذوق السليم والحس الرفيع إلى جانب ماتحمله من أثر سيئ على المسمى ..

ويبقى الحديث موصولاً في موضوع مقالتي للأسبوع القادم ان شاء الله حول الأسماء وآثارها النفسية على اطفالنا .

واختم اخيراً بما ورد عن سيدنا عمر عندما جاءه رجل وقال له: ان ابني يعقني، فرد الابن شاكياً: ياأمير المؤمنين إن أبي قد سماني بكذا (وكان اسما قبيحا ) فالتفت عمر إلى أبيه مغضباً وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك!!

منقول………..

1 أفكار بشأن “يجب على الوالدين اختيار الأسم المناسب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.