معـادلة رمضـانية دقيقة !!!!

رمضان شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، هذا وصف لهذا الشهر العظيم من نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، هذا الوصف يقتضي التأمل، فالترتيب منطقي، إذ ان الرحمة مقدمة للمغفرة، فلا مغفرة من دون رحمة، والعتق من النار نتيجة حتمية لتنزل الرحمة والفوز بالمغفرة، لكن كيف نحول هذا الوصف الى واقع في حياتنا ؟

كيف نفوز بالرحمة، ونستحق المغفرة، ونظفر بالعتق من النار؟
ان هذا يقتضي ان نمارس هذه القضايا في حياتنا اليومية حتى نكون من الحاصلين عليها في الآخرة في علاقاتنا الاجتماعية والاقتصادية والإدارية نحن أشد ما نكون الى ممارسة الرحمة وجعلها عنوانا للسلوك، فالزوج لا بد ان يكون رحيما بزوجته لا متسلطا عليها ظالما لها حارما لها من حقوقها، إذ ليست الرحمة في ان تنفق عليها ماليا وتمنعها الحنان والعطف وتصرفه الى غيرها ، ليس من الرحمة ان تقضي خارج البيت اغلب وقتك ويصبح البيت ليس اكثر من مكان للنوم، ليس من الرحمة أن تنبسط الى اصدقائك وتعود الى البيت متجهم الوجه عابسا.

كذلك من حق الأبناء على الآباء والامهات ان يرحموهم، فيعاملونهم بالمعروف، ولا يقسون عليهم وان يثيبوهم إذا احسنوا، وأن يعاقبوهم إذا أساؤوا بعدل وتوازن، ذلك ان تمرير الاساءة من دون عقاب أو عتاب فيه تشجيع على تكرار الاساءة، كما ان اهمال الثواب لمن احسن مثبط عن الاستمرار في الاحسان، من حق الابناء ان يتم العدل بينهم من دون محاباة بين الذكور والبنات، وصرف الاهتمام لهم وفهمهم ومراعاة ظروفهم النفسية والاجتماعية.

من الرحمة كذلك ان يحسن الابناء والبنات الى ذويهم امتثالا لقوله سبحانه ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) فيعاملونهم بالمعروف والطاعة في غير معصية، والعلم ان نصائح الوالدين هي في اغلبها لمصلحة الابناء ومبنية على الخبرة في الحياة التي اكتسبها الوالدان خلال حياتهما.

وعلى صعيد آخر، فالرحمة تقتضي من صاحب العمل ان يرحم الموظفين فيعاملهم بالاحسان، ويعطيهم حقوقهم وان لا يحابي أحداً على حساب أحد، وان يجعل رمضان شهرا تنعكس فيه كل أخلاق رحمة رب العمل، فلا يستخدم حجة الصيام للصراخ والغضب والانفعال واتخاذ القرارات الظالمة، بل يبين لهم كيف يهذب الصيام صاحبه، وكيف تتجلى الرحمة سلوكا واقعيا طمعا في رحمة الله عز وجل.

4 تعليقات على “معـادلة رمضـانية دقيقة !!!!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.